للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما جاء منكراً في بعض متنه ما روى طالب بن حجير، عن هود بن عبد الله بن سعد، عن جده، قال: دخل رسول الله مكة يوم الفتح، وعلى سيفه ذهب وفضة، قال طالب: فسألته عن الفضة، فقال: كانتْ قبيعةُ السيفِ فضةً.

أخرجه: الترمذي (١٦٩٠) وفي " العلل الكبير ": ٧١٦ (٢٩٩) وفي

"الشمائل"، له (١٠٧) بتحقيقي، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (١٦٩١)، والطبراني في " الكبير " ٢٠/ (٨١٣)، وأبو الشيخ في " أخلاق النبي " (٤١٢)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (٦٣٦٠)، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار " (٨٧٨)، والمزي في " تهذيب الكمال " ٣/ ٤٩٥ (٢٩٤٤).

أقول: هذا حديث تفرد به طالب بن حجير، عن هود بن عبد الله بن

سعد، وهو حديث منكر، ونكارته بسبب ذكر الذهب فيه؛ إذ لم يرد ذلك في الأحاديث الصحاح.

وقد اضطربت نسخ جامع الترمذي في حكم الترمذي على هذا الحديث، ففي طبعة الدكتور بشار "لجامع الترمذي" ٣/ ٣١٢: «هذا حديث غريب» وكذا في "تحفة الأشراف" ٨/ ٥٤ (١١٢٥٤) "وتحفة الأحوذي" ٥/ ٣٣٨، لكن في طبعة أحمد شاكر "لجامع الترمذي": «هذا حديث حسن غريب» وكذا في "عارضة الأحوذي" ٧/ ١٣٦.

ويبدو لي أنَّ الراجح في اختلاف نسخ الترمذي هو الحكم بغرابته حسب، دل على ذلك أنَّ الترمذي أورده في كتابه " العلل الكبير " والمزي - رحمه … الله - يختار في تحفته أصح النصوص.

فنعود إلى إعلال الحديث فنقول وبالله التوفيق:

هذا الحديث لم يرد إلا بهذا الإسناد الواهي، وهود بن عبد الله بن سعد مقبول حيث يتابع و إلا فمجهولٌ، ولم يتابع بل قد تفرد بهذا الحديث المنكر قال الإمام الذهبي في "الميزان" ٢/ ٣٣٣: «هذا حديث منكر فما علمنا في حلية سيفه ذهباً».

<<  <  ج: ص:  >  >>