للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما عنعنة الأعمش فتكون مقبولة ومحمولة على الاتصال، كما قال الذهبي في " الميزان " ٢/ ٢٢٤ (٣٥١٧): «هو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال: حدثنا، فلا كلام، ومتى قال: «عن» تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم، وابن أبي وائل (١)، وأبي صالح السمان، فإنَّ روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال».

وأما إرسال إبراهيم للحديث عن عبد الله بن مسعود.

فقد أخرجه: سعيد بن منصور (٣) (التفسير) عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: مَنْ أحب القرآن فليبشر.

فقد قال الأعمش فيما أسنده إليه المزي في " تهذيب الكمال " ١/ ١٤٦ (٢٦٠): «قلت لإبراهيم النخعيِّ: أَسند لي عن عبد الله بن مسعود، فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله: فهو عن غير واحد، عن عبد الله».

وقال ابن رجب في " شرح علل الترمذي " ١/ ٢٩٤ ط. عتر و ١/ ٥٤٢ ط. همام: «وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسل عن ابن مسعود خاصة»، ونقل عن الإمام أحمد أنَّه قال: «مراسيل النخعي لا بأس بها»، وعن ابن معين أنَّه قال: «مرسلات إبراهيم

صحيحة إلا حديث تاجر البحرين (٢)، وحديث الضحك في الصلاة (٣)».

كما أنَّ الحديث روي كما تقدم من طريق ثلاثة من الثقات، عن الأعمش متصلاً فيما بين إبراهيم، وابن مسعود، بعبد الرحمان بن يزيد وهذا الطريق هو الصواب، لاتفاق الثقات عليه.

انظر: " إتحاف المهرة " ١٠/ ٣٣٥ (١٢٨٨٣).

وقد يعنعن المدلس عن شيخه الذي سمع منه ثم يبين لدى


(١) كذا في المطبوع، ولعله يريد أبا وائل شقيق بن سلمة، والله أعلم.
(٢) أخرجه: ابن أبي شيبة (٨٢٣٨)، وابن معين في " تاريخه " (٩٦٠) برواية الدوري.
(٣) أخرجه: البيهقي ١/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>