للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه يعني: أنس بن مالك. ومع هذا الاختلاف فلا نمتلك الدليل على اضطراب قتادة فيه؛ لأنَّ هذا الاختلاف يمكن أنْ يجاب عنه: بأنَّ رواية معمر شاذة لا يلتفت إليها.

وأما رواية هشام فتبدو وهينةً للوقوف أمام سيول شعبة وسعيد، لأنَّها معلقة وليس لها من شبهة الاتصال إلا الخيال.

بقي من طرق هذا الحديث طريقان طريق شعبة، وطريق سعيد، وهما الطريقان المعوّل عليهما في هذا الحديث. وقد اختلفت أقوال أهل العلم في تصحيح أو تضعيف الحديث، فقال الترمذي في " العلل الكبير ": ٨٤ (٣): «سألت محمداً عن هذا الحديث، وقلت له: روى هشام الدستوائي مثل رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم أنَّ النَّبيَّ قال: «إنَّ هذه الحشوشَ محتضرةٌ» ورواه معمر مثل ما روى (١) شعبة عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم (٢). قلت لمحمد: فأيُّ الروايات عندنا أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعاً عن زيد بن أرقم. ولم يقض فيه بشيء».

غير أنَّ الترمذي خالف شيخه، فذهب إلى إعلال الحديث بالاضطراب، فقال عقب (٥): «وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني، عن زيد بن أرقم. وقال هشام: عن قتادة، عن زيد بن أرقم. ورواه شعبة ومعمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس، فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس، عن أبيه».

أقول: بين القولين - أعني قوله في " العلل الكبير " و " الجامع " - بعض الاختلاف ففي رواية " العلل " جعل رواية هشام وسعيد واحدة بلا خلاف، في


(١) في المطبوع: «روي» بالياء والمثبت أصح.
(٢) رواية معمر التي بين أيدينا: عن قتادة، عن النضر بن أنس بن مالك، عن أبيه، ليس عن زيد بن أرقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>