للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ضعف عبد الرحمان الذي قدمناه فإنَّه يرويه من وجهين:

قال إسحاق - يعني: ابن عيسى الطباع - كما في " العلل " للإمام أحمد ١/ ١٧٩ (١٠١٩): "سمعت عبد الرحمان بن زيد بن أسلم يرويه عن أخيه أسامة بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، ثم سمعته يرويه، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي ".

وقد روي هذا الحديث من غير هذه الطرق مرفوعًا ولا يصح.

فأخرجه: ابن مردويه كما في " نصب الراية " ٤/ ٢٠٢ عن أبي هاشم الأُبُلِّي (١)، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر مرفوعًا.

وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف أبي هاشم، إذ قال عنه البخاري في … " الضعفاء الصغير" (٣٠٦): "منكر الحديث"، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ٧/ ٢٠٨ (٨٥٧) عن أبيه أنه قال فيه: "منكر الحديث، ضعيف الحديث جدًّا، شبه المتروك".

وبصورة عامة فقد رجح الموقوف أبو حاتم كما في "التلخيص الحبير" ١/ ١٦٠ (١١)، والدارقطني في "العلل" ١١/ ٢٦٦ (٢٢٧٧)، وابن عبد الهادي كما في " نصب الراية " ٤/ ٢٠٣.

وقبل أن نختم هذه المناقشة لحديث زيد بن أسلم، عن ابن عمر، لا بد من أنْ نذكر بعض الأمور.

١ - الصحيح في هذا الحديث هو الوقف أخذًا بتصريحات الأئمة المتقدمين.

٢ - قد يتصور بعضهم أنَّ الاضطراب قد يكون من زيد بن أسلم على اعتبار أنَّ ثلاثة من الرواة وهم: "عبد الله، وأسامة، وسليمان" رووه عنه تارة مرفوعًا، وتارة موقوفًا، فاحتمال اضطرابه - يعني: اضطراب زيد - فيه أكثر من احتمال اضطراب الثلاثة.

وهذا يجاب عنه بما يلي:


(١) في المطبوع: "أبو هشام الأيلي" وهو تحريف، وصوابه: "أبو هاشم الأُبُلِّي".

<<  <  ج: ص:  >  >>