للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحديث فيه إبهام شيخ الزهري، والتوثيق الضمني مع الإبهام غير مقبول أيضاً.

انظر: "تحفة الأشراف" ٤/ ٤٩٢ (٥٨٧٠)، و"إتحاف الخيرة المهرة" ٢/ ٢٧٦ (١٥١١)، و"المطالب العالية" ٣/ ٧٠ (٦٨٧).

ومما اختلف فيه وصلاً وإرسالاً ورُجحت الرواية الموصولة بكثرة العدد والمتابعات النازلة ما روى ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: وَقَّت رسول الله لأهل المدينة ذا الحُليفةَ، ولأهل الشَّام الجُحفةَ (١)، ولأهل نجدٍ قَرْناً (٢)، ولأهل اليمنِ يلملَمَ (٣)، وقال: «هنَّ لهمْ (٤) ولمنْ أتى عليهنَّ ممَّنْ سواهم لمنْ أرادَ الحجَّ والعمرةَ (٥)، ثمَّ من حيثُ بدأ حتّى يبلغَ ذلك أهل مكةَ» (٦).


(١) الجُحْفة بالضم ثم السكون والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر، على طريق مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام، وإنْ لم يمروا على المدينة، وكان اسمها مهيعة، وسميت الجحفة؛ لأنَّ السيل جحفها، وبينها وبين البحر ستة أميال، وبينها وبين غدير خم ميلان. … " مراصد الاطلاع " ١/ ٣١٥.
(٢) هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد. وكثيرٌ منهم لا يعرف يفتح راءه، وإنَّما هو بالسكون، وسمي أيضاً: «قرن الثعالب». "النهاية " ٤/ ٥٤.
(٣) يلملم، ويقال ألملم: موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، وفيه مسجد لمعاذ بن جبل. " مراصد الاطلاع " ٣/ ١٤٨٢.
(٤) في بعض الروايات: «هن لهنَّ» وفي بعضها الآخر: «هن لأهلهن»، قال الإمام النووي في
"شرح صحيح مسلم " ٤/ ٢٩٤: «فهن لهن ٠٠٠، قال القاضي: كذا جاءت الرواية في
"الصحيحين " وغيرهما عند أكثر الرواة، قال: ووقع عند بعض رواة البخاري ومسلم: «فهن لهم» وكذا رواه أبو داود وغيره، وكذا ذكره مسلم من رواية ابن أبي شيبة، وهو الوجه؛ لأنَّه ضمير أهل هذه المواضع، قال: ووجه الرواية المشهورة أنَّ الضمير في: «لهن» عائد على المواضع والأقطار المذكورة، وهي المدينة والشام واليمن ونجد، أي: هذه المواقيت لهذه الأقطار، والمراد لأهلها فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه».
(٥) في بعض الروايات: «أو العمرة».
(٦) لفظ رواية أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>