[ (٢) ] (فتح الباري) : ٩/ ٣٩٩، كتاب النكاح، باب (١٠٨) الغيرة، حديث رقم (٥٢٢٦) . [ (٣) ] (مسلم بشرح النووي) : ١٥/ ١٧٢، كتاب فضائل الصحابة، باب (٢) من فضائل عمر رضى اللَّه عنه، حديث رقم (٢٣٩٤) . قوله: «الغيرة بفتح المعجمة وسكون التحتانية بعدها راء. قال عياض وغيره: هي مشتقة من تغير القلب، وهيجان الغضب، بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين. هذا في حق الآدمي. وأما في حق اللَّه تعالى، فقال الخطابي: أحسن ما يفسر به، ما فسر به، حديث أبى هريرة: «وغيرة اللَّه أن يأتى المؤمن ما حرّم اللَّه عليه» . قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق اللَّه الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير يلازم التغير فيرجع الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتاب العزيز الغضب والرضا. وقال ابن العربيّ: التغير محال على اللَّه بالدلالة القطعية، فيجب تأويله بلازمه، كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك. ثم قال: ومن أشرف وجوه غيرته تعالى، اختصاصه قوما بعصمته، يعنى فمن ادعى شيئا من ذلك لنفسه عاقبه، قال: وأشد الآدميين غيرة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لأنه كان يغار للَّه ودينه، ولهذا كان لا ينتقم لنفسه صلّى اللَّه عليه وسلّم.