قوله: «فكبرا عليّ» ، قال القرطبي: وإنما عظم عليه ذلك لكون الذهب من حليه النساء ومما حرم على الرجال. قوله: «فأولتهما الكذابين» ، قال القاضي عياض: لما كان رؤيا السوارين في اليدين جميعا من الجهتين، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حينئذ. بينهما فتأول السوارين عليهما لوضعهما في غير موضعهما، لأنه ليس من حلية الرجال، وكذلك الكذب يضع الخبر في غير موضعه، وفي كونهما من ذهب إشعار بذهاب أمرهما. وقال ابن العربيّ: السوار من حلى الملوك الكفار، كما قال تعالى: فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ. واليد لها معان: منها القوة، والسلطان، والقهر. قال: ويحتمل أن يكون ضرب المثل بالسوار كناية عن الأسوار، وهو من أسامى ملوك الفرس، قال: وكثيرا ما يضرب المثل بحذف بعض الحروف. وقال القرطبي في (المفهم) : مناسبة هذا التأويل لهذه الرؤيا أن أهل صنعاء وأهل اليمامة كانوا أسلموا، فكانوا كالساعدين للإسلام، فلما ظهر فيهما الكذابان، وبهرجا على أهلها بزخرف أقوالهما، ودعواهما الباطلة، انخدع أكثرهم بذلك، فكان اليدان بمنزلة البلدين والسواران بمنزلة الكذابين، وكونهما من ذهب إشارة إلى ما زخرفاه، والزخرف من أسماء الذهب. (فتح الباري) : مختصرا، وأخرجه مسلم في كتاب الرؤيا حديث رقم (٢٢٧٤) . [ (٢) ] (المرجع السابق) : باب (٤١) إذا رأى أنه أخرج الشيء من كوة وأسكنه موضعا آخر، حديث رقم (٧٠٣٨) .