للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كلِّ زمان" (١)، عن الحاجَّة أُمِّ نجم الدِّين ابنة مطروح زوجة القاضي سراج الدِّين -وكانت من الصَّالحات (٢) - قالت:

"حَصَلَ لنا غلاءٌ بمكَّة، أَكَلَ النَّاسُ فِيه الجُلُودَ، وكُنَّا ثمانية عشر نَفْسَا، وكنَّا (٣) نعمل ما مقداره نصف قَدَح حُسْوة (٤)، فبينما نحن كذلك؛ إِذ جاءنا من الدَّقيق أربع عشرة (٥) قطعة، فَاقْتَطَعْتُ منها الزَّائد على العشرة. وقلتُ له -أي لزوجها-: أنتَ تُرِيدُ أن تَقْتلنا من الجوع؟ ! ". وفرَّق العشر على أهل مكَّة.

فلمَّا كان اللَّيل قام من منامه وهو مَرْعُوبٌ، ورُبَّما قالت: يبكي! فقلتُ له: "ما بالك؟ ".

قال: رأيتُ السَّاعَةَ في منامي فاطمةَ الزَّهراء -رضي الله عنها- (٦) وهي تقول: "يا سِراجُ (٧)! تأْكُل البُرَّ وَأَوْلَادي جِيَاع؟ ! ".

وَنَهَضَ إِلى القِطَعِ التي أَخَّرْتُها، ففرَّقها على الأَشْرَافِ وبَقِينا بِلَا شَيء، وما كُنَّا نقدر على القيام من الجوع!

(٨) وحكى التَّقِيُّ ابنُ فَهْدٍ الهاشميُّ المَكِّيُّ الحافظُ (٩) ممَّا سمعه منه


(١) لم أقف عليه في الكتاب المذكور. والخبر أورده بهذا السياق معزوًا إلى المصدر المذكور السَّهْوديُّ في "جواهر العقدين" (ص ٣٧١)، و"الجوهر الشَّفاف" (ق ١١٥/ أ - ب). وقد تقدَّمت الإِشارة إلى أن ابن نوحٍ أتى في كتابه المذكور بالعجائب والغرائب! قاله السُّبكي.
(٢) لم أقفْ على ترجمتها.
(٣) في (م)، و (ك): فكنَّا، بالفاء.
(٤) في (م): حشْوة؛ بالشين.
(٥) في (م): أربعة عشر قطعة.
(٦) (رضي الله عنها) لم ترد في (م).
(٧) في (م). يا سراج الدِّين!
(٨) هذه القصة والتي بعدها بينهما تقديم وتأخير في (ك) و (ل).
(٩) هو أبو عبد الله الهاشميّ، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد، التَّقي المكيّ الشافعيّ، ينتهي نسبه إلى جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، وقد سقته كاملًا في ترجمة ابنه النَّجم عمر في مقدِّمة الكتاب. وُلِدَ في صعيد مصر عام (٧٨٧ هـ)، ثم انتقل مع والده الى مكة بلده الأصلي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>