(١) إسنادُهُ منكرٌ. أخرجه البزار في "مسنده" (٢/ ٣٠٠ - كشف) - رقم (١٧٤١)، واللفظ له، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ٤٤٣) - رقم (١٠٨٢)، وأبو نُعيم في "دلائل النبوة" (٢/ ١١)، والبيهقي في "الدلائل" أيضًا (٢/ ٤٨١)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (٣/ ٤٢٢)، وابن سعد في "الطبقات" (١/ ٢٢٩)؛ من طرقٍ عن عون -وفي بعض المصادر عوين وهو لقبه- بن عمرو القيسي، عن أبي مصعب المكي، عن زيد بن أرقم, والمغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك -رضي الله عنه- يُحدِّثون: "أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لمَّا كان ليلة بات في الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة فنبتت في الغار فسترت وجه النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله تبارك وتعالى النكبوت فنسجت على وجه الغار، وأمر الله تبارك وتعالى حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار، وأتى المشركون من كلِّ بطن حتى كانوا من النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على قدر أربعين ذراعًا معهم قسيُّهم وعصيُّهم تقدَّم رجل منهم فنظر فرأى الحمامتين، فرجع فقال لأصحابه: ليس في الغار شيء، رأيت حمامتين على فم الغار، فعرفت أن ليس فيه أحد، فسمع النَّبيُّ قوله: فعلم أن الله تبارك وتعالى قد درأ بهما عنه، فسمَّت عليهما، وفرض جزاءهما، واتَّخذ في حرم الله تبارك وتعالى فرخين -أحسبه قال: - فأصل كلُّ حمامِ الحرم من فراخهما". قلتُ: مدار هذا الإِسناد على عون بن عمرو القيْسي، وهو منكر الحديث. وأبو مصعب مجهول. قال ابن معين في عون: "لا شيء". وقال البخاري: "منكر الحديث". "ميزان الاعتدال" (٥/ ٣٦٩). وقال أبو حاتم: "شيخ! ". الجرح والتعديل" (٦/ ٣٨٦). وقال العُقيلي: "لا يُتابع عليه عون، وأبو مصعب رجل مجهول". قال البزار: "لا نعلم رواه إلَّا عون بن عمير، هو بصري مشهور، وأبو مصعب فلا نعلم حدث إلَّا عوين". وقال الذهبي: "أبو مصعب لا يعرف". "الميزان" (٥/ ٣٧٠). وقال الهيثمي: "رواه البزار والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم". "المجمع" (٦/ ٥٣). وقال الحافظ ابن كثير: "هذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه". "البداية والنهاية" (٣/ ١٨٠). وقال الألباني: "منكر". "السلسلة الضعيفة" (٣/ ٢٥٩).