للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جرت عليه قبل ذلك أنواع من العذاب والمحنة ... وهذا معلوم ضروري من الدين مجمع عليه من المسلمين" (١).

وقال أيضًا: "من لقي الله تعالى مرتكب كبيرة ولم يتب منها فهو في مشيئة الله تعالى التي دل عليها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢).

وقد جاءت الأحاديث الكثيرة الصحيحة المفيدة بكثرتها حصول العلم القطعي أن طائفة كثيرة من أهل التوحيد يدخلون النار ثم يخرجون منها بالشفاعة أو بالتفضل المعبر عنه بالقبضة في الحديث الصحيح (٣) أو بما شاء الله" (٤).

وقال: "مذهب أهل الحق أن لا يكفر أحد من المسلمين بارتكاب كبيرة ما عدا الشرك" (٥).

وقد ردَّ على المكفرة بالذنوب من المعتزلة والخوارج وبين تخريج الأحاديث التي تدل بظاهرها على ما ذهبوا إليه فقال في شرحه لحديث أبي هريرة: "ولا يزني الزَّاني حين يزني وهو مؤمن" (٦): "ظاهر هذا الحديث حجة للخوارج والمعتزلة وغيرهم ممن يخرج من الإيمان بارتكاب الكبائر غير أن أهل السنة يعارضونهم بظواهر أولى منها كقوله عليه الصلاة


(١) المفهم (١/ ٢٩٠).
(٢) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية ح (١٨٣، ٣/ ٣٠).
(٤) المفهم (١/ ١٩٩).
(٥) المفهم (١/ ٣٠٠).
(٦) رواه البخاري في كتاب الأشربة باب قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠)} ح/ ٥٥٧٨ (١٠/ ٣٣)، ومسلم في كتاب الإيمان باب نقصان الإيمان بالمعاصي ح (٥٧، ٢/ ٤٠١).

<<  <   >  >>