للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما ذكر أن جزاءه الذي وصف عرف * أن هذه عقوبة فعله إن جازاه، وقد يجوز ... ألا يجازيه (١)،


(١) هذا القول مروي عن ابن عباس، وأبي مجلز، وأبي صالح - انظر المراجع السابقة - وقد اعترض على هذا المعنى أبو عبيد من حيث إنه لم يصح عن ابن عباس، ومن ناحية اللغة، حيث قال: ومع هذا أن لفظ آخر الآية لا يدل على ذلك في مذهب العربية، والله أعلم بما أراد من أجل أنه لم يقل: جزاؤه جهنم وأن يغضب عليه ويلعنه، ولكنه جعله حتماً واقعاً فقال: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. [الناسخ والمنسوخ: ٢٧٣، وانظر اعتراض النحاس في الناسخ والمنسوخ: ٢/ ٢٢٦، وابن الجوزي في نواسخ القرآن: ٣٥٧].

واعتراضهم من ناحية اللغة فيه نظر، فإن هذا حقيقة المشيئة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} قال ابن كثير: قال أبو هريرة وجماعة من السلف: هذا جزاؤه إن جازاه، وقد رواه ابن مردويه بإسناده عن أبي هريرة مرفوعاً، ولكن لا يصح، ومعنى هذه الصيغة أن هذا جزاؤه إن جوزي عليه، وكذا كل وعيد على ذنب، لكن قد يكون كذلك معارض من أعمال صالحة تمنع وصول ذلك الجزاء إليه، وهذا أحسن ما يسلك في باب الوعيد. وقال أيضاً: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فهذه الآية عامة في جميع الذنوب ما عدا الشرك، وهي مذكورة في هذه السورة الكريمة بعد هذه الآية وقبلها لتقوية الرجاء. ... [انظر تفسير القرآن العظيم: ١/ ٥٣٧].

<<  <   >  >>