للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأحسب أن هذه الآيات نزلت فيما يقال: في قوم من أشجع (١) (٢)، وقد قيل: في قوم من بني مدلج (٣)، كان بينهم وبين * النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد (٤)، فقال تبارك اسمه: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} (٥) وقال تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} (٦) الآيات، فهذا كله يدل على ما ذكرنا، وكان الناسخ لأمر المواثيق ما وصفنا، والله أعلم.


(١) أشجع: قبيلة من غطفان بن قيس، وهم بنوا أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس، كانت منازلهم بضواحي المدينة، وكانوا حلفاء للخزرج، قاتلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة حنين.
[جمهرة أنساب العرب: ٢٤٩، معجم القبائل العربية: ١/ ٢٩].
(٢) هذا يروى عن مقاتل: ذكره النحاس في الناسخ والمنسوخ: ٢/ ٢١٥، والجصاص في أحكام القرآن: ٢/ ٣١١، والبغوي في تفسيره: ٢/ ٢٦١، وابن الجوزي في تفسيره: ٢/ ١٥٨.
(٣) بنو مدلج: بطن من كنانة، وهم: بنو مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة، اشتهروا بعلم القيافة وتتبع الاثر.
[جمهرة أنساب العرب: ١٨٧، معجم القبائل العربية: ٣/ ١٠٦١].
* لوحة: ١٠٤/ب.
(٤) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٣/ ١٠٢٦، وذكره النحاس في الناسخ والمنسوخ: ٢/ ٢١٥، وابن الجوزي في تفسيره: ٢/ ١٥٨، وابن كثير في تفسيره: ١/ ٥٣٣.
(٥) [سورة النساء: الآية ٩١]
(٦) [سورة النساء: الآية ٩٢]

<<  <   >  >>