للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سعى الشرع المطهر إلى تقعيده في مجتمعاتنا من خلال فريضة الحج وأخواتها في أُسرة فرائض الإسلام.

من تلك الأسباب بروز مشاعر جاهلية عند بعض أبناء المسلمين على خلفية قيمٍ جديدة وافدة تعارضُ قيماً إسلامية ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك تصور التفضيل وفق مقاييس دنيوية تعود إلى رقعة جغرافية أو نفوذ مادي أو اجتماعي، وهو ما ترتب عليه أحياناً احتقار ما يجب إجلاله، وتهميش ما ينبغي وقاره، وكل هذا معارضٌ لقول الله - عز وجل -: {شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: ١٣] إذ لم يقل "لتباينوا فلكل بلدٍ تميزه الذي يسهم من خلاله في إغناء ثقافة الآخر"، ولقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات ١٣] ولم يقل أغناكم ولا المنتسب منكم إلى مكان كذا أو فئة كذا، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: ١١] ويا لله للمسلمين وهم يعودون القهقرى إلى الجاهلية الأُوْلى التي أبغضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال لأبي ذر - رضي الله عنه -: "إنك أمرءٌ فيك جاهلية".

ومنها اجتهاداتٌ في الأساليب الناجحة لخدمة حجاج بيت الله الحرام حرص أصحابها على تقديم وسائل تجريبية ترتقي بكل من الحاج والفريضة إلى حيث المكان اللائق بهما لكنها بسبب أنها تجريبية لم تؤت ثمرتها المنشودة وصارت محل انتقاد من قبل الغيورين في سائر بقاع المسلمين في نصائح أعتقدُ أنها ستسهم لاحقاً بشكل فعالٍ في تطوير ما يقدم لهذا الركن الجليل من خبراتٍ وافدة.

ومنها الإعراض عن الكليات الجامعة من قواعد الإسلام وهديه، عكوفاً على

<<  <   >  >>