للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ بالمُشرِك والمُوحِّد واضِح؛ لأن المثَل المَضروب وهو العَبْد المملوك بين شُرَكاءَ والعَبْد الخالِص يَنطَبِق تمامًا على المُشرِك والمُوحِّد.

وقوله تعالى: [{رَجُلًا} بدَل من {مَثَلًا} والبدَل يَقول فيه ابنُ مالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ:

التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالحُكْمِ بِلَا ... وَاسِطَةٍ ....................... (١)

فقوله: (التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالْحُكْمِ) خرَج به بقيَّة التَّوابِع؛ وقوله: (بِلَا وَاسِطَةٍ) خرَج به المَعطوف بـ (بَلْ)، فإن المعطوف بـ (بَلْ) إذا كان للإِضْراب الإبطاليِّ فإنه يَكون هو المَقصودَ بالحُكْم، لكنه بواسِطة فلا يُسمَّى: بدَلًا، فهنا قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا}، فلو حذَف (مثَلًا)، وقال: ضرَب الله رجُلًا. يَصِحُّ الكلام؛ لأن المَقصود هو كلِمة رجُل، وأنت لو قُلت: رأيت مُحمدًا علِيًّا. عليًّا بدَل؛ لأن المَقصود هو عليٌّ إذا خاطَبني مُخاطِب وقال: رأَيْت عليًّا مُحمَّدًا عرَفْت أنه أَراد محمَّدًا ولم يُرِد عليًّا؛ لأن محمدًا بدَل من عليِّ.

والبدَل هو المَقصود بالحُكْم، لكن قد يَكون سببُه الغلَطَ، وقد يَكون سببُه النِّسيان، أو غير ذلك من الأسباب.

المُهِمُّ: أن البَدَل هو ما حدَّهُ ابنُ مالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ بقوله:

التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالحُكْمِ بِلَا ... وَاسِطَةٍ هُوَ المُسَمَّى بَدَلَا

يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} مُتَنازِعون سَيِّئةٌ أَخلاقُهم] أُخِذ سُوءُ الخُلُق من قوله تعالى: {مُتَشَاكِسُونَ}؛ لأن المُشاكَسة تُنبِئ عن سُوء الخُلُق إذ إن حُسْن الخُلُق يَتَنازَل عن حقِّه، ولو كان في ذلك أَذِيَّة له أو ضرَر عليه؛ لأن حُسْن


(١) الألفية (ص ٤٩).

<<  <   >  >>