للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة أن هؤلاء الذين قالوا هذا الكلام: أنطعم من لو يشاء الله أطعمه أنهم كفار لقوله: {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.

٥ - ومن فوائدها: أن البخل من صفات الكافرين، لقوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وإذا كان من صفات الكافرين فإنه لا ينبغي للمؤمن أن يتصف به، فكل ما كان من صفات الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم، فإن اللائق بالمسلم أن لا يفعله، لأنه إذا فعله صار متشبهًا بالكافرين في هذه الخصلة.

٦ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قد يقول كلمة الحق يريد بها الباطل {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} فنحن نؤمن بأنه لو شاء الله لأطعم هؤلاء، لكن حكمته عز وجل اقتضت أن يجعل هؤلاء فقراء، وهؤلاء أغنياء.

٧ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن المشركين يقرون بمشيئة الله وأنها نافذة في كل شيء، لقولهم: {مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} والمشركون أو الكافرون لا ينكرون ربوبية الله عز وجل، بل يقرون بها حتى الذين تظاهروا بإنكْارها إنما ينكرونها بألسنتهم لقوله تعالى عن آل فرعون: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} (١) ولقول موسى عليه الصلاة والسلام، لفرعون: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} (٢) لكن ينكرون الربوبية استكبارًا ومكابرة، وإلا فإن قرارة نفوسهم تشهد بها.


(١) سورة النمل، الآية: ١٤.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ١٠٢.

<<  <   >  >>