النِّداءُ هنا مُوَجَّهٌ لعمومِ النَّاسِ؛ لكُلِّ النَّاسِ المُؤْمِنِ والكافِرِ.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} بالبَعْثِ وغَيْرِه] وصَدَقَ، فكُلُّ ما وَعَدَ الله به فإنَّه حَقٌّ، سواءٌ البَعْثُ، أو العِقابُ، أو الثَّواب، أو النَّصْر، أو الخِذْلان، أو غَيْر ذلك مِمَّا وَعَدَ الله به، فإنَّه حقٌّ.
و{حَقٌّ} هنا بمَعْنى صِدْق وثابِت، فهو باعتبارِ الإِخْبارِ به صِدْقٌ، وأنَّه سيكونُ، وباعْتِبارِ وُقوعِهِ ثابِتٌ، ولا بُدَّ؛ فالحَقُّ هنا بمَعْنى الصَّادِق من حيثُ الخَبَرُ به، الواقِع من حيثُ ثُبوتُه، وأنَّه أمرٌ كائِنٌ لا محالَةَ، فليس وَعْدُ الله عَزَّ وَجَلَّ كوَعْدِ غَيْرِهِ.
قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} عن الإيمان بذلك] {تَغُرَّنَّكُمُ} والنَّهْيُ هنا مؤكَّدٌ بالنُّونِ: {تَغُرَّنَّكُمُ}، بدون النون:(تَغُرَّكُمْ)؛ أي: تَخْدَعَنَّكم، وهذا مُفَرَّعٌ على ما قبله؛ لأنَّ الإِنْسَانَ الذي تَخْدَعُه الدُّنْيا يكون إيمانُه بِوَعْدِ الله تعالى ضعيفًا؛ إذ إنَّ الدُّنْيا تُلْهيه وتَخْدَعُه حتى يَنْجَرِف وراءها.
وَقَوْله تعالى:{الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} لا شَكَّ أنَّنا في حياةٍ، وضِدُّها المَوْتُ، و (دنيا): اسْمُ تَفْضيلٍ، مذكَّرُه (أَدْنى) مثل: عُلْيا وأَعْلى، سُمِّيَتْ دُنْيا من وَجْهَيْنِ: