له فيما ذكر، فإن صح ما ذكره في ترجمة الذي من بني حبيب فرافع المستشهد، والله أعلم.
وأما الذي قبله فقد اجتمع على تجريحه ثلاث أئمة: أبو عمر بن عبد البر وأبو القاسم الطبراني وأبو عبد الله بن منده، والله أعلم.
وانتقد رحمه الله على الحافظين أبي نعيم وأبي موسى أشياء كثيرة في ترجمة سهل ابن بيضاء (٢٣٨٤).
فقال: وقال أبو نعيم (١): سهل بن عمرو الأنصاري النجاري أخو سهيل صاحب المربد الذي ابتناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجده، كان في حجر أسعد بن زرارة، توفي في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم فيه بعض المتأخرين وقال: هو أخو سهيل بن بيضاء وأخو سهيل اسمه صفوان.
قلت: سبحان الله ما أعجب ما أتى به الحافظ أبو نعيم رحمه الله في هذه الترجمة على جلالة قدره وتقدمه على كثير من أئمة عصره، وكيف نسب الوهم فيها للحافظ أبي عبد الله بن منده، وهو الواهم في ذلك في مواضع منها: أنه نسب الوهم لغيره، وهو الواهم.
ومنها أنه أنكر أن يكون سهل أخا سهيل.
ومنها أنه قال: وأخو سهيل اسمه صفوان ظنا منه أن ليس لهما أخ ثالث.
ومنها أن حديث عائشة الذي قدمت ذكره هو راويه ومخرجه في المستخرج على صحيح مسلم. رواه عن أبي محمد بن حيان عن ابن أبي عاصم عن ابن كاسب عن ابن أبي فديك بسنده المتقدم ذكره، ورواه أيضا عن أبي عمرو ابن حمدان عن الحسن بن سفيان عن دحيم عن ابن أبي فديك به.