للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - في السماوات؛ قال الله تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١٣٣] والإعداد يكون مهيَّأ لأهله، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخلها حين عُرِجَ به ورأى فيها ما رأى (١)، ومَثُلَت له حين قام يصلي صلاة الكسوف (٢) هي والنار.

٨ - من فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات رضا الله عز وجل؛ لقوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، والرضا صفة فعلية؛ لأنها تتعلق بمشيئته، وكل صفة تتعلق بالمشيئة فهي فعلية.

٩ - رضا أهل الصدق عن الله عز وجل، وهذا فيه شيء من الإشكال؛ هل للإنسان أن يرضى عن الله أو لا يرضى، أو الواجب الرضا بقضاء الله مطلقًا؟ الثاني، الواجب رضا الإنسان عن ربه مطلقًا لا بد أن يقول: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، فهل نقول: إن هذا من باب المشاكلة في اللفظ؛ لما قال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} قال: {وَرَضُوا عَنْهُ}، أو نقول: إن الرضا هنا ليس المراد مقابل الغضب؛ لأنه إذا ثبت الرضا ثبت الرضا، إذا لم يثبت فضده الكراهة والسخط والغضب، أو عدم الرضا بدون كراهة ولا سخط ولا غضب؟ فلا يلزم من هذا أن نقول: إن الإنسان له الخيار بين أن يرضى بقضاء الله وقدره وألَّا يرضى، بل نقول: إن الواجب أن يرضى الإنسان بقضاء الله وقدره؛ لأن هذا من تمام الرضا بالله ربًّا، لكن رضاهم عنه إما من باب مقابلة اللفظ بمثله، وإلَّا أن المراد برضاهم أنهم فرحوا بذلك واستبشروا به، ولم يبغوا عنه حِوَلًا، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (١٠٧) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف ١٠٧، ١٠٨].


(١) متفق عليه؛ البخاري (٣٤٩)، ومسلم (١٦٣/ ٢٦٣) من حديث أبي ذر.
(٢) متفق عليه؛ البخاري (٥٤٠)، ومسلم (٢٣٥٩/ ١٣٦) من حديث أنس بن مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>