للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السدي: " هذا فصل من كلام عيسى، وهذا يوم القيامة" (١).

يعني: " أن قوله: {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق}، إلى قوله: {فإنك أنت العزيز الحكيم}، من خبر الله عز وجل عن عيسى أنه قاله في الدنيا بعد أن رفعه إليه، وأن ما بعد ذلك من كلام الله لعباده يوم القيامة" (٢).

قال البيضاوي: " المعنى هذا الذي مر من كلام عيسى واقع يوم ينفع" (٣).

قال ابن كثير: " يقول تعالى مجيبًا لعبده ورسوله عيسى ابن مريم فيما أنهاه إليه من التبري من النصارى الملحدين، الكاذبين على الله وعلى رسوله، ومن رد المشيئة فيهم إلى ربه، عز وجل، فعند ذلك يقول تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} " (٤).

قال الماوردي: " وإنما نفعهم الصدق في ذلك اليوم لوقوع الجزاء فيه وإن كان في كلِّ الأيام نافعاً" (٥).

وفي هذا «الصدق»، قولان (٦):

أحدهما: أن صدقهم الذي كان منهم في الدنيا نفعهم في الآخرة جُوزُوا عليه من الثواب.

فعلى هذا المراد بهذا الصدق وجهان محتملان:

أحدهما: أنه صدقهم في عهودهم.

والثاني: أنه تصديقهم لرسل الله وكتبه.

والقول الثاني: أنه صدق يكون منهم في الآخرة ينفعهم لقيامهم فيه بحق الله.

فعلى هذا في المراد بهذا الصدق وجهان محتملان:

أحدهما: أنه صدقهم في الشهادة لأنبيائهم بالبلاغ.

والثاني: صدقهم فيما شهدوا به على أنفسهم عن أعمالهم، ويكون وجه النفع فيه أن يكفوا المؤاخذة بتركهم كتم الشهادة، فيغفر لهم بإقرارهم لأنبيائهم وعلى أنفسهم.


(١) أخرجه الطبري (١٠٣٩): ص ١١/ ٢٤١.
(٢) تفسير الطبري: ١١/ ٢٤٢.
(٣) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٥٢.
(٤) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٥.
(٥) النكت والعيون: ٢/ ٩٠.
(٦) انظر: النكت والعيون: ٢/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>