للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى انتهيت إلى فراش عزيزة ... سوداء روثة أنفها كالمخصف

جعلها عزيزة، لأنها من أقوى جوارح الطير.

والوجة الثالث: أن يكون بمعنى نفاسة القدر. يقال منه: عز الشيء يعز -بكسر العين- من يعز، فيتأول معنى العزيز على هذا، أنه الذي لا يعادله شيء، وأنه لا مثل له، ولا نظير" (١).

و«الحكيم»: " {آلر، تلك آيات الكتاب الحكيم} [يونس: ١] وقال في موضع آخر: {كتاب أحكمت آياته} [هود: ١].

فدل على أن المراد بـ «الحكيم» هنا، الذي أحكمت آياته، صرف عن مفعل إلى فعيل، ومعنى الإحكام لخلق الأشياء، إنما ينصرف إلى إتقان التدبير فيها، وحسن التقدير لها (٢).

القرآن

{قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩)} [المائدة: ١١٩]

التفسير:

قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة: هذا يوم الجزاء الذي ينفع الموحدين توحيدهم ربهم، وانقيادهم لشرعه، وصدقهم في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم، لهم جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار، ماكثين فيها أبدًا، رضي الله عنهم فقبل حسناتهم، ورضوا عنه بما أعطاهم من جزيل ثوابه. ذلك الجزاء والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم.

قوله تعالى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [المائدة: ١١٩]، أي: " قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة: هذا يوم الجزاء الذي ينفع الموحدين توحيدهم ربهم، وانقيادهم لشرعه، وصدقهم في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم" (٣).

قال ابن عباس: " يقول: هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم" (٤).

قال الكلبي: " ينفع المؤمنين إيمانهم" (٥).


(١) شأن الدعاء: ١/ ٤٧ - ٤٨.
(٢) انظر: شأن الدعاء، للخطابي: ٧٣ - ٧٤.
(٣) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٤) أخرجه ابن ابي حاتم (٧٠٦٣): ص ٤/ ١٢٥٦.
(٥) تفسير البغوي: ٣/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>