للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري: " {في نفسي}، أي: في قلبي: والمعنى: تعلم معلومى ولا أعلم معلومك، ولكنه سلك بالكلام طريق المشاكلة وهو من فصيح الكلام وبينه، فقيل في نفسك لقوله في نفسي" (١).

قال السعدي: " وهذا من كمال أدب المسيح عليه الصلاة والسلام في خطابه لربه، فلم يقل عليه السلام: "لم أقل شيئا من ذلك" وإنما أخبر بكلام ينفي عن نفسه أن يقول كل مقالة تنافي منصبه الشريف، وأن هذا من الأمور المحالة، ونزه ربه عن ذلك أتم تنزيه، ورد العلم إلى عالم الغيب والشهادة" (٢).

وفي قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: ١١٦] وجوه:

أحدها: تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك، حكاه البغوي عن ابن عباس (٣).

والثاني: تعلم سري ولا أعلم سرك (٤).

والثالث: تعلم ما كان مني في دار الدنيا ولا أعلم ما يكون منك في الآخرة. قاله أبو روق (٥).

والرابع: أن النفس عبارة عن جملة الشيء وحقيقته، يقول: تعلم جميع ما أعلم من حقيقة أمري ولا أعلم حقيقة أمرك، وما عندي علمه. وهذا قول الزجاج (٦).

قال الزجاج: " فإنما هو راجع إلى الفائدة في المعلوم والتوكيد أن الغيب لا يعلمه إلا

الله جل ثناؤه" (٧).

قوله تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: ١١٦]، أي: " إنك أنت عالمٌ بكل شيء مما خفي أو ظهر" (٨).

قال البغوي: أي: " ما كان وما يكون" (٩).

قال الطبري: " يقول: إنك أنت العالم بخفيّات الأمور التي لا يطلع عليها سواك، ولا يعلمها غيرك" (١٠).


(١) الكشاف: ١/ ٦٩٤.
(٢) تفسير السعدي: ٢٤٩.
(٣) انظر: تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(٤) انظر: تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(٥) انظر: تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(٦) انظر: معاني القرآن: ٢/ ٢٢٣.
(٧) معاني القرآن: ٢/ ٢٢٣.
(٨) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٩) تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(١٠) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>