للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: " هذا توفيق للتأدب في الجواب الكامل " (١).

قال الطبري: أي: " تنزيهًا لك يا رب وتعظيمًا أن أفعل ذلك أو أتكلم به ما يكون لي أن أقول ما ليس لي أن أقول ذلك، لأني عبد مخلوق، وأمي أمَةٌ لك، وكيف يكون للعبد والأمة ادّعاء ربوبية؟ " (٢).

قال الماوردي: " أي: أدعي لنفسي ما ليس من شأنها، يعني أنني مربوب ولست برب، وعابد ولست بمعبود وبدأ بالتسبيح قبل الجواب لأمرين: أحدهما: تنزيهاً له عما أضيف إليه. الثاني: خضوعاً لعزته وخوفاً من سطوته" (٣).

قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [المائدة: ١١٦]، أي: " إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه; لأنه لا يخفى عليك شيء" (٤).

قال الطبري: " يقول: إنك لا يخفى عليك شيء، وأنت عالم أني لم أقل ذلك ولم آمُرهم به" (٥).

قال ابن كثير: " أي: إن كان صَدَرَ مني هذا فقد علمته يا رب" (٦).

قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: ١١٦]، أي: " تعلم ما تضمره نفسي، ولا أعلم أنا ما في نفسك" (٧).

قال الطبري: " يقول: إنك، يا رب، لا يخفى عليك ما أضمرته نفسي مما لم أنطق به ولم أظهره بجوارحي، فكيف بما قد نطقتُ به وأظهرته بجوارحي؟ يقول: لو كنت قد قلت للناس: {اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}، كنت قد علمته، لأنك تعلم ضمائر النفوس مما لم تنطق به، فكيف بما قد نطقت به؟ ولا أعلم أنا ما أخفيته عني فلم تطلعني عليه، لأني إنما أعلم من الأشياء ما أعلمتنيه" (٨).

قال ابن كثير: أي: "فإنه لا يخفى عليك شيء مما قلته ولا أردته في نفسي ولا أضمرته" (٩).


(١) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٣.
(٢) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٧.
(٣) النكت والعيون: ٢/ ٨٧.
(٤) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٥) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٧.
(٦) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٣.
(٧) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٨) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٨.
(٩) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>