للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧٠)} [النساء: ١٧٠]

التفسير:

يا أيها الناس قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام دين الحق من ربكم، فَصَدِّقوه واتبعوه، فإن الإيمان به خير لكم، وإن تُصرُّوا على كفركم فإن الله غني عنكم وعن إيمانكم; لأنه مالك ما في السموات والأرض. وكان الله عليمًا بأقوالكم وأفعالكم، حكيمًا في تشريعه وأمره.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء: ١٧٠]، أي: " يا أيها الناس قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام دين الحق من ربكم" (١).

قال مقاتل: " يعنى: محمدا، {بالحق}، يعنى: بالقرآن {من ربكم} " (٢).

قال ابن كثير: " أي: قد جاءكم محمد - صلوات الله وسلامه عليه - بالهدى ودين الحق، والبيان الشافي من الله، عز وجل" (٣).

قال السمرقندي: " أي: بشهادة أن لا إله إلا الله، ويقال: ببيان الحق. ويقال: للحق، يعني للعرض والحجة" (٤).

قال ابن عباس: " {يا أيها الناس}، أي: الفرقين جميعا من الكافرين والمنافقين" (٥).

وعنه أيضا: " يعني: أهل مكة" (٦).

قوله تعالى: {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} [النساء: ١٧٠]، أي: " فَصَدِّقوه واتبعوه، فإن الإيمان به خير لكم" (٧).

قال مقاتل: " يعني: صدقوا بالقرآن فهو خير لكم من الكفر" (٨).

قال ابن كثير: أي: " فآمنوا بما جاءكم به واتبعوه يكن خيرًا لكم" (٩).

قال الطبري: " فصدِّقوه وصدّقوا بما جاءكم به من عند ربكم من الدين، فإن الإيمان بذلك خير لكم من الكفر به" (١٠).

قال السمرقندي: " أي: صدقوا بوحدانية الله تعالى، والقرآن الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم خيرا لكم من عبادة الأوثان، لأن عبادة الأوثان لا تغنيكم شيئا" (١١).

قوله تعالى: {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النساء: ١٧٠]، أي: " وإن تُصرُّوا على كفركم، فإن الله غني عنكم وعن إيمانكم; لأنه مالك ما في السموات والأرض" (١٢).

قال مقاتل: " من الخلق" (١٣).

قال الطبري: " يقول: وإن تجحدوا رسالتَه وتكذّبوا به وبما جاءكم به من عند ربكم، فإن جحودكم ذلك وتكذيبكم به، لن يضرَّ غيركم، وإنما مكروهُ ذلك عائدٌ عليكم، دون الذي أمركم بالذي بعث به إليكم رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، وذلك أن لله ما في السموات والأرض، ملكًا وخلقًا، لا ينقص كفركم بما كفرتم به من أمره، وعصيانكم إياه فيما عصيتموه فيه، من ملكه وسلطانه شيئًا" (١٤).

قال السمرقندي: " أي: إن تجحدوا بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله غني عنكم فإن لله ما في السماوات والأرض كلهم عبيده وإماؤه" (١٥).


(١) التفسير الميسر: ١٠٤.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٤.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٤٧٦.
(٤) تفسير السمرقندي: ١/ ٣٥٩.
(٥) أخرجه ابن ابي حاتم (٦٣٠٢): ص ٤/ ١١٢٢.
(٦) تفسير السمرقندي: ١/ ٣٥٩.
(٧) التفسير الميسر: ١٠٤.
(٨) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٤.
(٩) تفسير ابن كثير: ٢/ ٤٧٦.
(١٠) تفسير الطبري: ٩/ ٤١٢.
(١١) تفسير السمرقندي: ١/ ٣٥٩.
(١٢) التفسير الميسر: ١٠٤.
(١٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٤.
(١٤) تفسير الطبري: ٩/ ٤١٢.
(١٥) تفسير السمرقندي: ١/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>