للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها (آمين)، ويقال (أمين) بالقصر أيضاً، ومعناه اللهم استجب (١).

والدليل على استحباب التأمين:

أولا: عن وائل بن حجر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّآلِّينَ} فقال: " آمين " ومد بها صوته (٢). وقال الترمذي هذا حديث حسن، وروي عن علي وابن مسعود وغيرهم (٣).

ثانيا: عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّآلِّينَ} قال " آمين " حتى يسمع من يليه من الصف الأول" (٤).

ثالثا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه" (٥).

رابعا: ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال أحدكم في الصلاة آمين، والملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه" (٦).

قال ابن كثير: " قيل بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان، وقيل في الإجابة، وقيل في صفة الإخلاص" (٧).

خامسا: وفي صحيح مسلم عن أبي موسى مرفوعاً: "إذا قال - يعني الإمام - ولا الضالين، فقولوا آمين، يجبكم الله" (٨).

قال ابن كثير: " قال أصحابنا وغيرهم ويستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة، ويتأكد في حق المصلي، وسواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً، وفي جميع الأحوال" (٩).


(١) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ١٢٨، وتفسير ابن كثير: ٢٣٢.
(٢) المسند: (١٨٨٩٥، ١٨٨٩٦): ٤/ ٣١٥ - ٣١٦. سنن الترمذي: الرقم (٢٤٨). (حديث حسن)، ولأبي داود رفع بها صوته (سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب التأمين وراء الإمام: ٢٤٨، ٢٤٩"٢/ ٢٧") زقال أبو عيسى: حديث وائل بن حجر حديث حسن ورواه النسائي (٢/ ١٤٥)، وله في الكبرى (٩١٤)، وابن ماجة في سننه (٨٥٥): ١/ ٢٧٨ و (٣٨٠٢): ٢/ ١٢٤٩، ورواه الدارمي: (١٢٥٠)، والدارقطني (١/ ٣٣٤ - ٣٣٥)، وقال أبو عيسى: سمعت محمدا يقول: وحديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال عن حجر أبي العنبس، وإنما هو خحر بن عنبس ويكنى أبا السكن، وزاد فيه عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر، وقال: وخفض بها صوته، وإنما هي ومد بها صوته.، وقال الترمذي هذا حديث حسن، وروي عن علي وابن مسعود وغيرهم.
(٣) حديث علي رواه ابن ماجة (٨٥٤)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢٥١)، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، وفيه مقال، وابن أبي ليلى وهو محمد بن عبدالرحمن ضعفه الجمهور، وله شاهد من حديث وائل بن حجر. وقال ابو حاتم: هذا عندي خطأ إنما هو سلمة، عن حجر أبي العنبس، عن وائل بن حجر، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، ثم قال أبو حاتم: كان ابن أبي ليلى سيء الحفظ.
(٤) رواه أبو داود (٩٣٤)، وابن ماجة (٨٥٣)، وابن عبد البر في التمهيد: ٧/ ١٣)، وأبو يعلى: ١١/ ٦٢٢٠، وقال البوصيري (١/ ٢٩٦): هذا إسناد ضعيف، أبو عبدالله لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
(٥) رواه البخاري: (٧٨٠) (٧٨١) (٧٨٢) (٤٤٧٥) (٦٤٠٢)، ومسلم: (٤١٠).
(٦) رواه مسلم: برقم (٧٤): ٤١٠.
(٧) تفسير ابن كثير: ١/ ١٤٥.
(٨) رواه مسلم: (٦٢) -٤٠٤، وأبو داود: (٩٧٢)، وأحمد: (١٩٦٤٩) - ٤/ ٤٠١).
(٩) تفسير ابن كثير: ١/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>