للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابع: أنها: هي المحقرات من الذنوب. قاله أبو عبيد (١).

الثامن: أنها زلاته وشهواته. حكاه الثعلبي عن ابن عباس (٢).

قال الشوكاني: "والأولى التعميم، وعدم التخصيص بفرد أو نوع" (٣).

وقال الحافظ ابن حجر: " واللفظ أعم من ذلك" (٤).

قال أبو حيان: " وهذه أقوال متقاربة المعنى صدرت من قائلها على سبيل التمثيل. والمعنى بها كلها النهي عن معصية الله، وكأنه تعالى لما أباح لهم الأكل من الحلال الطيب، نهاهم عن معاصي الله وعن التخطي إلى أكل الحرام، لأن الشيطان يلقي إلى المرء ما يجري مجرى الشبهة، فيزين بذلك ما لا يحل، فزجر الله عن ذلك" (٥).

وقال القرطبي: وكل هذه الأقوال "قريبٌ معنى بعضها من بعض، لأن كل قائلٍ منهم قولا في ذلك، فإنه أشار إلى نَهي اتباع الشيطان في آثاره وأعماله" (٦)، وقال القرطبي: " والصحيح أن اللفظ عام في كل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي" (٧).

قوله تعالى: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِينٌ} [البقرة: ١٦٨]، " أي إِنه عظيم العداوة لكم وعداوته ظاهرة لا تخفى على عاقل" (٨).

قال مقاتل: يعني بيّن" (٩).

قال الماوردي: أي ظاهر العداوة" (١٠).

قال ابن كثير: تنفير عنه وتحذير منه (١١).

قال النسفي: أي: " ظاهر العداوة لاخفاءه به" (١٢).

قال أبو السعود: " تعليل للنهي، أي ظاهر العدواة عند ذوي البصيرة، وإن كان يظهر الولاية لمن يغويه ولذلك سمي وليا في قوله تعالى {أولياؤهم الطاغوت} " (١٣).

قال أبو حيان: " تعليل لسبب هذا التحذير من اتباع الشيطان، لأن من ظهرت عداوته واستبانت، فهو جدير بأن لا يتبع في شيء وأن يفرّ منه، فإنه ليس له فكر إلا في إرداء عدوه" (١٤).

قال الطبري: يعني: "أنه قد أبان لكم عَداوته، بإبائه عن السجود لأبيكم، وغُروره إياه حَتى أخرجه من الجنة، واستزله بالخطيئة، وأكل من الشجرة" (١٥).

قال الثعلبي: أي: " بين العداوة، وقيل: مظهر العداوة، قد أبان عداوته لكم بإبائه السجود لأبيكم آدم عليه السلام وغروره إياه حين أخرجه من الجنة" (١٦).


(١) انظر: تفسير الثعلبي: ٢/ ٣٨.
(٢) انظر: تفسير الثعلبي: ٢/ ٣٨.
(٣) فتح القدير للشوكاني: ١/ ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٤) الفتح: ٨/ ١٣.
(٥) البحر المحيط: ١/ ٤٧٩.
(٦) تفسير الطبري: ٣/ ٣٠٢.
(٧) تفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٩، وانظر: معاني القرآن للزجاج: ١/ ٢٤١، مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٦٣، معالم التنزيل للبغوي: ١/ ١٨٠، مفاتيح الغيب للرازي: ٥/ ٢٢٦، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٢/ ٢٠٨، تفسير ابن كثير لابن كثير: ١/ ٢٥٣.
(٨) صفوة التفاسير: ١/ ١٠١.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ١٥٥.
(١٠) النكت والعيون: ١/ ٢٢٠.
(١١) انظر: تفسير ابن كثير: ١/ ٤٧٨.
(١٢) تفسير النسفي: ١/! ٤٣.
(١٣) تفسير أبي السعود: ١/ ١٨٨.
(١٤) البحر المحيط: ١/ ٤٧٩.
(١٥) تفسير الطبري: ٣/ ٣٠٠.
(١٦) تفسير الثعلبي: ٢/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>