للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: ١٦٧]، " أي ليس لهم سبيل إِلى الخروج من النار" (١).

قال الصابوني: أي: " هم في عذاب سرمدي وشقاء أبدي" (٢).

قال ابن عثيمين: "أي أنهم خالدون فيها" (٣).

قال البيضاوي: " أصله وما يخرجون، فعدل به إلى هذه العبارة، للمبالغة في الخلود والأقناط عن الخلاص والرجوع إلى الدنيا" (٤).

قال القرطبي: "وهذا "دليل على خلود الكفار فيها وأنهم لا يخرجون منها. وهذا قول جماعة أهل السنة، لهذه الآية ولقوله تعالى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: ٤٠] " (٥).

قال الرازي: "وقد احتج به الأصحاب، على أن أصحاب الكبيرة من أهل القبلة يخرجون من النار، فقالوا: إن قوله {وَمَا هُمْ} تخصيص لهم بعدم الخروج على سبيل الحصر فوجب أن يكون عدم الخروج مخصوصا بهم، وهذه الآية تكشف عن المراد بقوله: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦)} [الانفطار: ١٤ - ١٦]، وثبت أن المراد بالفجار ههنا الكفار لدلالة هذه الآية عليه" (٦).

الفوائد:

١ - من فوائد الآية: أن هؤلاء الأتباع يتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا ليتبرءوا من متبوعيهم كما تبرأ هؤلاء منهم في الآخرة؛ وهو غير ممكن؛ وما يزيدهم هذا إلا حسرة؛ ولهذا قال الله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم}.

٢ - ومنها: تحسر هؤلاء، وأمثالهم الذين فاتهم في هذه الدنيا العمل الصالح؛ فإنهم يتحسرون في الآخرة تحسراً لا نظير له لا يدور في خيالهم اليوم، ولا في خيال غيرهم؛ لأنه ندم لا يمكن العتبى منه.

٣ - ومنها: إثبات نكال الله بهم؛ لقوله تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم}.


(١) صفوة التفاسير: ١/ ٩٩.
(٢) صفوة التفاسير: ١/ ٩٩.
(٣) تفسير ابن عثيمين: ٢/ ٢٣١.
(٤) تفسير البيضاوي: ١/ ١١٨.
(٥) تفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٧.
(٦) مفاتيح الغيب: ٤/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>