للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع

وذكر محمد حامد الفقي مرثية للقاضي محمد بن علي الشوكاني١ (م سنة ١٢٥٠ هـ) مطلعها٢:

مصاب دها قلبي فأذكى غلائلي ... وأصمى بسهم الافتجاع مقاتلي

مزية عظيمة:

لقد حدث في التاريخ الإسلامي أكثر من مرة أن برز رجال ولكنهم سرعان ما


١ هو الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، ولد في نهار الاثنين الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة ١١٧٤ هـ وتوفي في ليلة الأربعاء ٢٧ من شهر جمادى الآخرة سنة ١٢٥٠ هـ. نشأ وترعرع في أحضان والده ودرس على كثيرين من جهابذة العلم في عصره، وتفقه على مذهب الإمام زيد وبرع فيه، ثم اشتغل بعلم الحديث وذاق حلاوته، وتألم بما رأى حوله من التفرق والانتشار في صفوف المسلمين مع أن كتاب ربهم واحد ونبيهم واحد، فسرعان ما خلع ربقة التعصب المذهبي، وصار يأخذ بالدليل حيثما وجد وعمل به وأفتى، فغضب عليه قصار النظر من المتعصبين وتحاملوا، ولكنه ما زال يسعى ويدعو إلى توحيد صفوف المسلمين، ونبذ التفرقات المذهبية والبدع والخرافات التي غزت المسلمين، فألهتهم عن سبيل الرشاد، وله من المؤلفات ما يقارب مائة وأربعة وستين كتابا. وقد أحصاها الأستاذ إبراهيم هلال في كتابه "ولاية الله والطريق إليها"، ومن هذه الكتب: تفسير فتح القدير, ونيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار, والقول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد, والتحف في عقائد السلف, وشرح الصدور في تحريم رفع القبور وغيرها. "المترجم".
٢ ومن أبيات هذه القصيدة:
مصاب به الدنيا قد أغبر وجهها ... وقد شمخت أعلام قوم أسافل
لقد مات طود العلم قطب رحى العلا ... ومركز أدراك الفعول الأفاضل
إمام الهدى ماحي الردى قامع العدى ... ومروى الصدى من فيض علم ونائل
محمد ذو المجد الذي عز دركه ... وجل مقامًا عن طوال المطاول
لقد أشرقت نجد بنور ضيائه ... وقام مقامات الهدى بالدلائل
أثر الدعوة الوهابية في جزيرة العرب ص: ٧٩ , ٨٠ "المترجم".

<<  <   >  >>