للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي صالح الحنفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحج جهاد، والعمرة تطوُّع». رواه الشافعي وسعيد (١).

وربما احتجَّ بعضهم (٢) بقوله: «دخلتِ العمرةُ في الحج» (٣)، وليس بشيء.

ولأن (٤) العمرة بعض الحج، فلم تجِبْ على الانفراد كالطواف، وهذا لأن الحج لم يجب على وجه التكرار، وإنما وجب مرة واحدة، فلو وجبت العمرة لكان قد وجب على الإنسان حجتان: صغرى وكبرى، فلم تجز، كما لم يجب عليه حج وطواف. وكلُّ ما يفعله المعتمر فقد دخل في الحج، فليس في العمرة شيء يقتضي إفرادَه بالإيجاب، لكن جعل الله المناسك على ثلاث درجاتٍ: أتمُّها هو الحج، المشتمل على الإحرام والوقوف والطواف والسعي والرمي والإحلال. وبعده العمرة، المشتملة على الإحرام والطواف والسعي والإحلال. وبعده (٥) الطواف المجرد.

ولأنها (٦) نسكٌ غير موقَّت الابتداء ولا الانتهاء، فلم تجب كالطواف.


(١) رواه الشافعي في «الأم» (٣/ ٣٢٥) ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٣/ ٣٤٨)، ولم أجده في القسم المطبوع من «سنن سعيد بن منصور»، وكتاب الحج منه لا يزال في عداد المفقود. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في «مصنّفه» (١٣٨٢٧)، والطبري في «تفسيره» (٣/ ٣٤٠)، وغيرهم. والحديث مُرسل، أبو صالح الحنفي هو ماهان ــ وقيل: عبد الرحمن ــ بن قيس الكوفي، تابعي ثقة.
(٢) احتج به ابن حزم في «المحلى» (٧/ ٣٩) وابن أبي موسى في «الإرشاد» (ص ١٥٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٢١٨) ضمن حديث جابر الطويل.
(٤) ق: «أو لأن».
(٥) س: «وبعد».
(٦) ق: «لأنها».