للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنها خاضب زعر قوادمه ... أجني له باللوى شري وتنوم

يظل في الحنظل الخطبان ينفقه ... وما استطف من التنوم مخذوم

فوه كشق العصا لأيا تبينه ... أسك ما يسمع الأصوات مصلوم

حتى تذكره بيضات وهيجه ... يوم رذاذ عليه الريح مغيوم

ومن هذه الأبيات أصداء في قول أبي الطيب «ما سار في الغيم منه» وفي قوله «تبرى لهن نعام الدو» عنى بها الإبل وقد قرنها بالخيل من غير ما تفضيل للخيل عليها كما زعم له ابن رشيق وذلك في قوله «تعارض الجدل المرخاة باللجم» - وقوله من بعد «تخدى الركاب» وسنعود إن شاء الله إليه بالتنبيه في موضعه فيه أصداء من «يظل في الحنظل الخطبان إلخ» وقوله من بعد:

في غلمة أخطروا أرواحهم ورضوا ... بما لقين رضا الأيسار بالزلم

تبدو لنا كلما ألقوا عمائهم ... عمائم خلقت سودًا بلا لثم

يعني لمات الشباب الغدافي

بيض العوارض طعانون من لحقوا ... من الفوارس شلالون للنعم

قد بلغوا بقناهم فوق طاقته ... وليس يبلغ ما فيهم من الهمم

قوله في «غلمة» يحمل أنفاسًا من قول علقمة

وقد أصاحب فتيانًا طعامهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم

يدلك دلالة قوية على أبا أن أبا الطيب لم يغب عنه قول علقمة إذ جعله نموذجًا آيات بينة منها قوله «رضا الأيسار بالزلم» وقبل بيت علقمة هذا قوله «لو ييسرون بخيل قد يسرت بها البيت» وقد قال علقمة بعد هذا البيت

وقد علوت قتود الرحل يسفعني ... يوم تجيء به الجوزاء مسموم

حام كأن أوار النار شامله ... دون الثياب ورأس المرء معموم

<<  <  ج: ص:  >  >>