للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفوسنا» فجمع بين التجليل والمسيل. وفي هذه اللامية البيت المشهور:

موفٍ على مهجٍ واليوم ذورهج ... كأنه أجلٌ يسعى إلى أمل

وأول القصيدة:

أجررت حبل خليع في الصبا غزل ... وشمرت همم العذال في عذل

كأنه اختصر فيه جملة مما يقع في النسيب.

وقوله في مطلع مدحة مدح بها الرشيد:

أديرا على الكأس لا تشربا قبلي ... ولا تطلبا من عند قاتلتي ذحلي

جمع فيه بين معنى الاستهلال بالخمر وذكر الثأر، وكانوا إنما يشربون عند إدراك الثأر كقول امرئ القيس:

فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثمًا من الله ولا واغل

فجعل شرابه من أجل أنه مقتول مطلول الدم لا يحرم أمر ثأره على أحد شرابًا، فهذان اللذان سيشربان -وهما الخليلان اللذان يستوقفان على الطلل ويقال لهما: خليلي عوجا كذا وكذا -جعل الشاعر من نفسه لهما ثالثًا على حد قول الآ خر:

صبنت الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا

وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا

ومن تلمظه وتلذذه بألفاظ القدماء وأساليب بداوة تعبيرهم:

ومانحة شرابها الملك قهوة ... يهودية الأصهار مسلمة البعل

بعثنا لها منها خطيبًا لبعضها ... فجاء بها يمشي العرضنة في مهل

قد استودعت دنا لها فهو قائم ... بها شغفًا بين الكروم على رجل

شققنا لها في الدن عينًا فأسبلت ... كألسنة الحيات خافت من القتل

<<  <  ج: ص:  >  >>