للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العصمة. (١) كما أنه تعالى رفع منهم الشهوة، التي هي داعية الذنب، والمعصية، والهوى. (٢)

وقد اتفق أئمة المسلمين على أن حكم الرسل من الملائكة كجبريل وغيره حكم النبيين، في العصمة في البلاغ عن الله، وفي كل شيء ثبتت فيه عصمة الأنبياء فكذلك الملائكة، كما أجمع المسلمون على فضلهم وتزكيتهم.

وأما عدا الرسل فقد اختلف العلماء فيهم، فمِنهم من أثبت عصمتهم تمسكاً بقوله تعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ}، وخصَّصه آخرون بالمقربين من الملائكة كالحملة ونحوهم.

وقال بعضهم إنه يصح وقوع ذلك منهم، بدليل قصة إبليس، عند من يقول أنه كان من الملائكة (٣)، والأظهر والله تعالى أعلم عصمتهم. (٤)

وممن استنبط عصمة الملائكة من موضع هذه الآية: الرازي، والنيسابوري (٥)، وغيرهما. (٦)


(١) قال البلقيني: العصمة واجبة لصفة النبوة والملائكية وجائزة لغيرهما، ومن وجبت له العصمة فلا يقع منه كبيرة ولا صغيرة ولذلك نعتقد عصمة الملائكة المرسلين منهم وغير المرسلين. أ. هـ ينظر: الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي (١/ ٢٥٣)، وينظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (٢/ ٢٢٨)، والبحر المحيط للزركشي (٦/ ٢١)
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٣٥١)، ومدارج السالكين (٢/ ٣٣٤)، ومفتاح دار السعادة (١/ ١٠٤)
(٣) والصحيح أنه ليس منهم، ينظر الاستنباط رقم: (١٤)
(٤) ينظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (٢/ ٢٢٨)، والبحر المحيط للزركشي (٦/ ٢١)
(٥) ينظر: التفسير الكبير (٢٠/ ٢١٧)، وغرائب القرآن (٤/ ٢٦٨)
(٦) نصّ على عصمة الملائكة غيرهم من المفسرين في غير موضع هذه الآية. ينظر: لطائف الإشارات للقشيري (٢/ ٤٩٩) والكشاف (٢/ ٧٢٧)، ولباب التأويل (١/ ٦٦)، وتفسير ابن عرفة لأبي عبدالله محمد بن عرفة (١/ ٢٣٩)، وروح المعاني (١/ ٣٤٠)

<<  <   >  >>