للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.

قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (قوله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} أي: الصلوات الخمس بمواقيتها وحدودها، {وَآتُوا الزَّكَاةَ} أي: أدوا زكاة أموالكم المفروضة. أمرَهم بفروع الإسلام بعدما أمرهم بأصوله، وفيه دليل على أنّ الكفار مخاطبون

بها). (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أنّ الكفار مخاطبون بفروع الشريعة، بدليل خطاب اليهود في هذه الآية، وأمرِهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، بعد أمرِهم بالإيمان والتصديق، ونهيهم عن سائر المذكورات في الآيات المتقدمة، فدلَّ على أنهم مخاطبون بفروع الشريعة كماهم مخاطبون بأصولها.

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: ابن الجوزي، والبيضاوي، وأبو حيان، وابن عادل، والنيسابوري، والبقاعي، وغيرهم. (٢)

قال أبو حيان: (هو خطاب لليهود، فدلّ ذلك على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.) (٣)


(١) السراج المنير ١/ ٦٣.
(٢) ينظر: زاد المسير (١/ ٦١)، وأنوار التنزيل ١/ ٧٧، والبحر المحيط ١/ ٢٩٢، اللباب في علوم الكتاب (٢/ ٢٦)، وغرائب القرآن (١/ ٢٧٥)، ونظم الدرر (٢١/ ١٨٦).
(٣) البحر المحيط ١/ ٢٩٢

<<  <   >  >>