للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن أشار إلى هذا التنبيه من المفسرين: الزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن عادل، وأبو السعود، والقاسمي، وغيرهم. (١)

قال أبو السعود في معنى هذه الآية: (أي لاتسارعوا إلى الكفر به فإن وظيفتكم أن تكونوا أول من آمن به، لما أنكم تعرفون شأنه، وحقِّيته، بطريق التلقي مما معكم من الكتب الإلهية كما تعرِفون أبناءكم، وقد كنتم تستفتحون به وتبشرون بزمانه .. فلا تضعوا موضع ما يُتوقع منكم ويجب عليكم مالا يتوهم صدوره عنكم من كونكم أول كافر به.) (٢)

وقال القاسمي: ({وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} يعني من جنسكم أهل الكتاب، بعد سماعكم بمبعثه، فالأولية نسبية، فإن يهود المدينة أول بني إسرائيل خوطبوا بالقرآن، أو هو تعريض بأنه كان يجب أن يكونوا أول من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفته). (٣)

فلما بُعث كان أمرهم على العكس، لقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [الْبَقَرَةِ: ٨٩]، وبهذا يظهر صحة هذا الاستنباط، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: الكشاف (١/ ١٣١)، والتفسير الكبير (٣/ ٤٨٣)، وأنوار التنزيل ١/ ٧٦، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٣٣)، والبحر المحيط (١/ ٢٨٧)، واللباب في علوم الكتاب (٢/ ١٦)، وإرشاد العقل السليم /٩٥، ومحاسن التأويل ١/ ٢٩٩.
(٢) إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (١/ ٩٥)
(٣) محاسن التأويل (١/ ٢٩٩)

<<  <   >  >>