للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثانية:

الجنة في جهة عالية:

وجه الاستنباط:

أن الله تعالى قال: {اهْبِطُوا مِنْهَا}، والهبوط هو النزول من علو إلى سُفل.

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن الجنة في جهة عالية بدلالة لفظ: {اهْبِطُوا مِنْهَا}، والهبوط هو النزول من علو إلى سُفل.

فدلَّ بهذا اللفظ على علو الجنة، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن، كما قال تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: ١٥]، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة» (١)، فثبت بهذا الحديث أن الجنة تحت عرش الرحمن.

وفي قصة الإسراء في صحيح مسلم من رواية أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيها: « .. في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى .. الحديث» (٢)


(١) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: ٧]، برقم (٧٤٢٣)، (٩/ ١٢٥)
(٢) حديث الإسراء تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>