للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما باعتبار البداية فإن الملائكة أفضل؛ لأنهم خُلقوا من نور، وجُبلوا على طاعة الله عز وجل والقوة عليها، كما قال الله تعالى في الملائكة ملائكة النار: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٢٨]، وقال عز وجل: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: ١٩ - ٢٠] هذا هو القول الفصل في هذه المسألة. وبعدُ: فإن الخوض فيها، وطلب المفاضلة بين صالح البشر والملائكة، من فضول العلم الذي لا يضطر الإنسان إلى فهمه والعلم به). (١)

وهذا التفصيل قال به شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله. (٢)

قال ابن القيم: (وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه). (٣) والقول به أسلم، والله تعالى أعلم.


(١) ينظر: محموع فتاوى ابن عثيمين (١/ ٢٨١).
(٢) مجموع الفتاوى (٤/ ٣٤٣)، وينظر: بدائع الفوائد لابن القيم (٣/ ١٦٣)
(٣) بدائع الفوائد (٣/ ١٦٣).

<<  <   >  >>