ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين
قال فضيل بن مرزوق: ثنا شقيق بن عقبة، عن قرة بن الحارث،
عن جون بن قتادة. قال كنت مع الزبير يوم الجمل، وكانوا يسلمون
عليه بالإمرة ... وذكر الحديث إلى أن قال: فطعنه ابن جرموز فأثبته
فوقع، وجلس عليٌّ وبكى عليه.
وقال حصين بن عبد الرحمن: عن عمرو بن جاوان، قال: التقى
الجمعان فكان طلحة أول قتيل وانهزموا، فانطلق الزبير حتي
أتى سَفَوان فلقيه النَّعر المجاشعي فقال: يا حواري رسول الله، أنت في
ذمتي. فسار معه، وجاء رجل إلى الأحنف فقال: لقد لقي الزبير
بَسَفَوان، قال: فما تأمر إن كان! جاء فحمل بين المسلمين حتى إذا
ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلتحق ببنيه؟ ! قال:
فسمعها عمير بن جرموز، وفضالة بن حابس وآخر، فانطلقوا حتى لقوه
مع النعَّر في طلبه، فأتاه عمير من خلفه فطعنه طعنة ضعيفة، فحمل عليه
الزبير، فلما ظن أنه قاتله صاح: يا فضالة يا نفيع! فحملوا، عليه حتى
قتلوه.
وعن أبي نضرة قال جيء برأس الزبير إلى علي، فقال: يا أعرابي،
تبوأ مقعدك من النار! حدثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن قاتل الزبير في النار.
قال شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغُدَّاني، سمع الشعبي
يقول: أدركت نحو خمسمائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون:
علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة.
قال: وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال:
لما كان يوم الجمل جعل الزبير يوصي بَدْينِهِ، ويقول: يا بني، إن عجزت
عن شيء فاستعن عليه بمولاي. فوالله ما دريت ما أراد، قلت: يا أَبَهْ،