للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

نكن نحسب أَنَّا أهلها حتى وقعت مِنَّا حيث وقعت.

وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن: "أن رجلًا أتى الزبير فقال: ألا

أقتل عليًّا؟ قال: كيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأكون

معه ثم أفتك به. فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الإيمان قيَّد الفتك، لا

يفتك مؤمن" (١).

وقال الليث بن سعد، عن ابن أبي فروة قال: قال علي: حاربني

خمسة: أطوع الناس في الناس عائشة، وأشجع الناس الزبير، وأمكر

الناس طلحة، وأعبد الناس محمد بن طلحة، وأعطى الناس يعلى بن

مُنْيَة، وكان يعطي الرجل الواحد الثلاثين دينارًا والفرس والسلاح.

وقال شريك، عن الأسود بن قيس قال: حدثني من رأى الزبير -

يعنى: يوم الجمل- يقتفي أثار الخيل قعصًا بالرمح، فناداه علي: يا أبا

عبد الله. فاقبل إليه حتى التقت أعناق دوابهما, فقال: أنشدك بالله،

أتذكر يوم كنت أناجيك، فأتانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " ليقاتلنك وهو لك

ظالم" قال: فلم يعد أن سمع الحديث فضرب وجه دابته وذهب.

وقال هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه قال للزبير:

يا ابن صفية، هذه عائشة، تُمَّلك المُلكَ لطلحة، فأنت على [ماذا] (٢)

تقاتل قريبك عليًّا؟ ! قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله.

وقال يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

انصرف الزبير عن عليٍّ فلقيه ابنه عبد الله فقال: جُبنًا جُبنًا! فقال: قد

علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذَكَّرني علي شيئًا سمعته من رسول

الله -صلى الله عليه وسلم- فحلفت ألَّا أقاتله، ثم أنشد:


(١) أخرجه أحمد في مسنده (١/ ١٦٦).
(٢) في "د، هـ": ما. والمثبت من تاريخ ابن عساكر (١٨/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>