للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه الخُطبة من جوامع الكلم الذي أوتيه ؛ فمن خصائصه أنه: «أوتي جوامع الكلم» (١)، و «اختصر له الكلام اختصاراً» (٢)؛ فيأتي بالعبارة القصيرة التي تحمل معاني كثيرة.

وخُطبة الحاجة من هذا؛ فإنها قصيرة؛ لكنها اشتملت على أصول الدين؛ فاشتملت على: «التوحيد» بأنواعه الثلاثة، و «إثبات القدر»، و «إثبات الرسالة»، وفيها: «تفويض الأمر إلى الله »، و «الالتجاء إليه» (٣)، ويتضح هذا بما سيأتي إن شاء الله تعالى.

قوله: (الحمد لله) من هدي النبي أنه إذا خطب؛ افتتح خطبته ب «الحمد، والثناء على الله» (٤)، والله سبحانه قد حَمِد نفسه وعلَّمنا أن نحمده، وافتتح كلامه بالحمد فقال: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيم (٣)[الفاتحة].

وفي الحديث القدسي: «قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين .. ، فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين (٢)﴾ قال الله تعالى: حمدني عبدي» الحديثَ (٥).


(١) رواه البخاري (٧٠١٣)، ومسلم (٥٢٣) من حديث أبي هريرة .
(٢) رواه أبو يعلى - كما في «مجمع الزوائد» ١/ ٤٣٦، وقال: «فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة» - والضياء في «المختارة» ١/ ٢١٥، وانظر: «كشف الخفاء» ١/ ١٤، من حديث عمر .
(٣) «مجموع الفتاوى» ١٤/ ٢٢٢، و ١٨/ ٢٨٥.
(٤) «زاد المعاد» ١/ ٤٢٥.
(٥) رواه مسلم (٣٩٥) من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>