للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الألب. ففي الوثائق القديمة نجد لفظ «أبوتيكا» يستخدم للدلالة على حانوت العطارة، وفيما بعد استخدمت هذه الكلمة للتعبير عن الصيدليات في معناها الحديث.

وتحدثنا المصادر العربية أيضًا أن فكرة تركيب الدواء اعتمدت قبل كل شيء على مجموعة الوصفات الرسمية، وهي المعروفة باسم «فرما كوبين» وهي التي يتحتم على الصيدلي مراعاتها والعمل بها وقد ظلت متبعة حتى القرن السابع عشر إذ كان الصيدلي يجهز الدواء حسب هذه المجموعة. وعن طريق التجارة وبخاصة مع البندقية انتقلت العقاقير والأدوية العربية إلى أوربا.

وساعد على نشر الصيدلة في أوربا قرب صقلية العربية من أوربا أولا وترجمة قنسطنطين الإفريقي للكثير من كتب الطب العربية ثانيًا، ولم يقف أثر هذه النهضة على صقلية وجنوب إيطاليا بل بلغ وادي الرين كما هو ثابت من مؤلفات «هيلدجارد فون رينجن»، وبعد وفاة قنسطنطين بزمن قصير نجد عميد مدرسة سالرنو وهو «نيكولوس بريبوزيتوس» يضع كتابًا في المواصفات العلاجية على غزار الكتب العربية، وظل هذا الكتاب مستعملا لأجيال كثيرة من الصيادلة الذين ظهروا فيما بعد كما أصبح مثل كتاب «سركا إنستنس» الذي كان يستخدم كثيرًا، وهو يشمل على المواد المضادة لعالم آخر من علماء سالرنو. ولم يقف الأثر العربي عند هذا الطريق بل شق طريقه إلى أوربا أيضًا عن طريق بيزنطة، وذلك بفضل مؤلفات (شمعون زيت) و «نيكولاوس ميريبسوس» التي كانت متأثرة تأثيرًا قويًا بالمؤلفات العربية. وقد رحلت هذه الكتب البيزنطية إلى دور كتب الصيدلة في أوربا، ومن هذا الطريق أيضًا أثرت الثقافة العربية في الصيدلة.

ومن الجدير بالذكر أن الثقافة العربية في ذلك العصر كانت قد بلغت شهرة عظيمة جدًا في أوربا حتى إن الأطباء في شمال إيطاليا إذا ما أرادوا رفع قيمة مؤلفاتهم نسبوها إلى العربي ماسويه الصغير من بغداد وأنه هو مؤلفها وهو فيما يقال تلميذ ابن سينا الشهير العظيم فنسبوا كتابهم الخاص بالمضادات إلى المؤلف الذي صاغوا

<<  <   >  >>