للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وإذا ذكر الخوارزمي ذكر فضله على علم الجبر، فهو أول من نظمه وخلق العرب منه علمًا مستقلًا، ومن علم الجبر الذي كان يعني به في مصر أبو كامل واختصه البيروني ببعض مؤلفاته، وكذلك ابن سينا والكراديسي اغترف «ليوناردو فون بيزا» معلوماته الخاصة بالمعادلات التربيعية والتكعيبية التي كان يعملها ويدرسها من كتابه الأولى. وقد بلغ علم الجبر القمة على يد رجل نعرفه على أنه شاعر صوفي أو المفكر الحر وهو الفارسي عمر الخيام، فقد خطا بهذا العلم خطوات واسعة حتى جاء ديكارت وسار به بعيدًا.

لكن علم الجبر الأوربي لم يبن على علم الخيام أو من سبقوه، فالعالم «ليوناردو فون بيزا» اعتمد على العلامة المصري ابن كامل، فمدرسة الخوارزمي التي تنتسب اسمًا وموضوعًا إلى الخوارزمي. فالجراف فون إيبرشتين الألماني زعيم طائفة الدومينيكانيين اشتهر في القرن الثالث عشر باسم «يوردانوس نيموراريوس» (أي الذي ينتسب إلى غابات جبل أجه) علم أوربا حساب العرب وجبرهم، وقد وضع رسالتين هامتين حول الموازين والمقاييس اعتمد فيهما على المؤلفات العربية كما اعتمد في كتابه في الهندسة على كتاب أبناء موسى الثلاثة في الهندسة وكتاب ثابت بن قرة الملقب بلقب أويقليد العرب.

أما أسلوب الرياضة الذي اختطته أوربا لنفسها، فقد كان في الواقع أسلوبًا جديدًا أو خلقًا جديدًا، فالثوب الهندسي الذي أسدله عليها اليونان جردها منه العرب وكسوها ثوبًا من الجبر والحساب؛ لأن العربي يميل بطبعه إلى الأشكال الهندسية ميله إلى العلاقة بين الهندسة وبين العدد والحساب، فالمسائل التي تتصل بحل المعادلات التربيعية وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام أو تقسيم الدائرة إلى خمسة والتي يعالجها اليوناني علاجًا هندسيًا مرئيًا يضعها العربي في معادلة جبرية ثم يحلها حسابيًا. فتحويل العرب الرياضة إلى جبر وحساب اقتبسته أوربا واستعملته وما زالت تستعمله حتى يومنا هذا.

والعرب أيضًا هم الذين أوجدوا الحساب بالكسور العشرية بعد الشولة،

<<  <   >  >>