«هفين باوست زيه» نجد الأجهزة العربية كذلك. وهي أول أجهزة قدمها العرب لأوربا وذلك بفضل هرمان ابن الجراف السويبي.
وللعرب أيضًا يرجع الفضل في اختراع الساعات الشمسية التي استطاعوا بواسطتها تحديد وتعيين أوقات النهار بمساعدة النظرية الكروية للمثلث والجدول الذي كان يبين موقع الشمس. وخير ما اخترعوا في هذا الموضوع ساعة شمسية متحركة أسطوانية الشكل، وهذه الساعات الشمسية السفرية قد وصلت أيضًا إلى دير «ريشناو» حيث يعيش «هرمانوس كونتراكتوس»، واستطاع هو أن يصف تركيبها وصفًا دقيقًا، وقد تدفقت قطع من هذه الساعات السفرية فيما بعد على أوربا.
وعند تركيب الساعات الشمسية لعب الخيال العربي كثيرًا، وبخاصة في الساعات التي تتحرك بواسطة الماء أو الزئبق أو الشموع المتقدة أو الأثقال. فقد اخترع الساعاتية العرب ساعات شمسية بالطبل فهي تحدث قرعًا في حوض عندما تبلغ الثانية عشرة ظهرًا. والساعات المائية التي تلقي عند كل ساعة كرة في حوض معدني. ثم نجد قرصًا وعليه الأفلاك وعندما يتحرك القرص تظهر الكوكبات أو عند تمام الساعة الثانية عشرة ليلا نجد في هيئة نصف دائرة شبابيك يضيء كل منها عقب الآخر بينما يمر بها هلال. وفي عام ٨٠٧ م أهدى عربي وهو رسول هارون الرشيد واسمه عبد الله القيصر شارلمان في «إكس لاشبل» ساعة من هذا النوع: الساعة كانت من المعدن: هكذا يذكر مؤرخ القيصر واسمه «إينهرد» في مذكراته «وكانت مركبة بطريقة عجيبة فنية جدًا. ساعة مائية بين اثنتا عشرة كرة، وعن طريق سقوطها يرن مضرب متصل بآخرها، وفيها أيضًا اثنا عشر فارسًا. وفي نهاية الساعة يقفز الفرسان من اثني عشر بابًا وبعد قفزهم تغلق الأبواب التي كانت مفتوحة من قبل. لكن الشيء الذي يثير العجب حقًا في هذه الساعة لا أستطيع الحديث عنه لأن الحديث عنه يتطلب زمنًا طويلًا .. »!
واليوم يستولي علينا العجب عندما نقف أمام دار بلدية ونسمع دقات الساعة ونرى قرصًا يتحرك وشخوصًا لا تستقر في مكان، كما فكر العرب من قبل ووجدوا لذة في مثل هذه الصناعة.