وقد كان العمل في هذا الإصدار الذي بلغ بفهارسه أربعة وعشرين مجلدًا، مرتكزًا على تصحيح النص بالاعتماد على أصول خطية يسر اللَّهِ جمعها، أنفسها نسخة العلامة أبي عمرو بن الصلاح الشهرزورى الدمشقي (ت ٦٤٣ هـ)، لكونها نسخة مصححة مسموعة عليه، مزودة بتعليقات مفيدة، مع معونة الطبعة الهندية اليسار إليها، والمختصر الذي عمله الحافظ الذهبي.
وقد تم ضبط الكَلِم ضبطًا يزيل ما فيه من الإشكال وتعدو الاحتمال، وترقيم الآيات، مع كتابتها برسم المصحف، وبيان القراءات عند الحاجة، وتخريج الأحاديث والآثار، والإحالة على مواضع تراجم الرجال الذين تكلم عليهم المصنف، وصناعة معجم لشيوخ المصنف ضمن الفهارس.
وما كان لهذه الموسوعة الحافلة أن تصدر بثوبها القشيب هذا، لولا عون اللَّهِ تبارك اسمُه، وحسنُ توفيقه، وما جنده لها من خلال مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإِسلامية في تحقيق كتب التراث، الذي دأب على إخراج المصنفات التي تشتد حاجة أهل العلم لها في صورة متميزة، راجين من ذلك مثوبة اللَّهِ، وخدمة الإِسلام ونفع المسلمين.
فالشكر كل الشكر لجهود الباحثين الذين أسهموا في إخراج هذا العمل.