للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٢٩٦) الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي ذرّ قال:

كان يسقي على حوض له، فجاء قوم فقال: "أيُّكم يُوردُ على أبي ذرّ ويحتسب شعراتٍ من رأسه؟ فقال رجلٌ: أنا. فجاء الرّجل فأوردَ عليه الحوضَ فدقَّه، وكان أبو ذرٍّ قائمًا فجلس ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا ذرٍّ، لِمَ جلسْتَ ثم اضطجعتَ؟ فقال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لنا: "إذا غَضِبَ أحدُكم وهو قائم فليجلسْ، فإن ذهب عنه الغضبُ وإلّا فلْيَضْطجع" (١).

(١٢٩٧) الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد، قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب قال:

بينما النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطبُ إذ قام أعرابيٌّ فيه جَفاء فقال: يا رسول اللَّه، أكلَنا الضَّبُع. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غير ذلك أخوفُ لي عليكم، حين تُصَبُّ عليكم الدُّنيا صَبًّا، فيا ليت أُمّتي لا يتحلّون الذّهَب" (٢).

الضَّبع: السَّنَة. والمراد: الجَدب.

(١٢٩٨) الحديث الحادي والستّون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذرّ:

أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اتَّقِ اللَّه حيثما كُنْتَ، وأتْبعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ النّاسَ بخُلُقٍ حَسَن" (٣).


(١) المسند ٥/ ١٥٢. ورجاله ثقات. وروى أبو داود المسند منه فقط ٤/ ١٤٩ (٤٧٨٢)، ولم يذكر فيه أبا الأسود. وصحّحه الألباني. ثم ذكر عن داود عن بكر بن عبد اللَّه المزني، أن أبا ذرّ. . . قال: وهذا أصحّ الحديثين. وصحّحه ابن حبّان أيضًا ١٢/ ٥٠١ (٥٦٨٨) دون ذكر أبي الأسود. وحكم المحقّق أن فيه انقطاعًا، وذكر أن الإمام أحمد وصله، وأن رجاله رجال الصحيح. وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٧٣ عن حديث أحمد: رجاله رجال الصحيح.
(٢) المسند ٥/ ١٥٢. وفي الترغيب ٤/ ٨٣ (٤٧٦٨) والمجمع ٥/ ٥٠: رجال أحمد رجال الصحيح (زياد فيه مقالة).
(٣) المسند ٥/ ١٥٣. ومن طريق سفيان في الترمذي ٤/ ٣١٢ (١٩٨٧). قال: وفي الباب عن أبي هريرة، هذا حديث حسن صحيح، ثم روى عن محمود بن غيلان الحديث عن سفيان عن حبيب عن ميمون عن معاذ. قال محمود: والصحيح حديث أبي ذرّ. وحسّن الألباني الحديث. أما الحاكم فصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ١/ ٥٤. ورجال الحديث وإن كانوا ثقات، إلّا أن ميمون بن أبي شبيب لم يسمع أبا ذرّ، بل أرسل عنه - ينظر الجرح والتعديل ٨/ ٢٣٤، والمراسيل لأبي حاتم ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>