للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتبعه، ثم ذكرْتُ قوله: "لا تَبْرَحْ حتى آتيَكَ" فانتظرته حتى جاء، فذكرْتُ له الذي سمعْتُ، فقال: "ذاك جبريلُ أتاني فقال: مَنْ مات من أمّتك لا يُشْرِك باللَّه شيئًا دخلَ الجنّة. قال: قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: "وإن زنا وإن سرق" (١).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصَّمَد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حسين عن ابن بُرَيدة أن يحيى بن يعمر حدّثه أن أبا الأسود الدؤلي حدّثه أن أبا ذرّ حدّثه قال:

أتيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ما من عبد قال: لا إله إلّا اللَّه، ثم مات على ذلك إلّا دخل الجنّة" قلتُ: وإن زنا وإن سرق؟ قال: "وإن زنا وإن سرق" قلت: وإن زنا وإن سرق؟ ثلاثًا. ثم قال في الرّابعة: "على رغم أنف أبي ذرّ". قال: فخرج أبو ذرّ يجرّ إزارَه وهو يقول: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذرّ.

وكان أبو ذرّ يحدّث بهذا بعدُ ويقول: وإن رَغِمَ أنف أبي ذرّ.

أخرجاه في الصحيحين (٢).

(١٢٩٥) الحديث الثامن والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد وابن نُمير -المعنى- قالا: حدّثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذرّ قال:

أتيتُ رسول اللَّه وهو في ظلّ الكعبة فقال: "هم الأخسرون وربّ الكعبة. هم الأخسرون وربّ الكعبة" فأخذني غَمٌّ، وجعلْتُ أتنفّسُ، قال: قلت: هذا شيء حدث فيّ. قال: قلت: من هم، فِداكَ أبي وأمّي؟ قال: "الأكثرون، إلّا من قال في عباد اللَّه هكذا وهكذا، وقليل ما هم.

ما من رجلٍ يموتُ يترك غنمًا أو إبلًا أو بقرًا لم يُؤدِّ زكاتَها إلّا جاءته يوم القيامة أعظمَ ما تكون وأسمنَ، حتى تطأَه بأظلافها، وتنطَحُه بقرونها، حتى يُقْضى بين النّاس، ثم يعود أُولاها على أُخراها" وقال ابن نُمير: "كلّما نَفِدت أُخراهما عادت عليه أولاها".

أخرجاه في الصحيحين (٣).


(١) المسند ٥/ ١٥٢، والبخاري ١١/ ٦١ (٦٢٦٨)، ومسلم ٢/ ٦٨٧ (٩٤).
(٢) المسند ٥/ ١٦٦، ومسلم ١/ ٩٥ (٩٣). وهو في البخاري ١٠/ ٢٨٣ (٥٨٢٧) من طريق عبد الوارث أبي عبد الصمد.
(٣) المسند ٥/ ١٥٢. والبخاري ٣/ ٣٢٣ (١٤٦٠)، ومسلم ٢/ ٦٨٦ (٩٩٠) كلاهما من طريق الأعمش وسائر رواته رجال الشيخين.

<<  <  ج: ص:  >  >>