للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٨ - ٤٩].

٢ - وقال تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الطور: ١٣ - ١٦].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ما بين منكبي الكافر في النار مسيرةُ ثلاثة أيام للراكب المسرع] (١).

وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعًا، وإنَّ ضِرْسَهُ مثل أحد، وإنَّ مَجْلِسَه من جهنم ما بين مكة والمدينة] (٢).

٥٦ - ٦٠. قوله تعالى: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٠)}.

في هذه الآيات: نصيحة الله تعالى عباده المؤمنين الهجرة إلى دار الإيمان أو حيث يقيمون دينهم، فكل نفس ذائقة الموت ثم يسأل الله العباد عن صدقهم، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيسكنهم الغرف تجري من تحتها الأنهار ثوابًا لهم، مقابل حسن صبرهم وتألق توكلهم. إنه ما من دابة في هذه الأرض ممن لا يستطيع ادخار رزقه لغد إلا والله رازقها وإياكم وهو السميع العليم.


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٥٢) - كتاب الجنة ونعيمها. باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء. وانظر مختصر صحيح مسلم (١٩٨٣).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٣/ ٣٤١)، والحاكم (٤/ ٥٩٥)، وأحمد (٢/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>