للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وعن ابن عباس: (الأواه: المؤمن). وقيل هو المسبّح، الكثير الذكر لله. وقيل الخاشع المتضرع.

وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

قال مجاهد: (بيانُ الله للمؤمنين في الاستغفار للمشركين خاصة، وفي بيانه طاعتُهُ ومعصيتُهُ عامة، فافعلوا أو ذروا).

وفي الآية: إقامة الحجة من الله تعالى على عباده قبل تغييره أحوالهم، فإن آمنوا وصدقوا وشكروا زادهم نعيمًا ورزقًا كريمًا، وإن فسقوا وآثروا الشهوات والشبهات والغي أضلهم وأزاغ قلوبهم، إنه بكل أحوال خلقه وبكل شيء عليم.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: ٥].

٢ - وقال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت: ١٧].

٣ - وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥].

ومن كنوز السنة الصحيحة في آفاق ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لَيْسَ أحَدٌ أحبَّ إليه المَدْحُ من الله عز وجل، من أجل ذلك مَدَحَ نَفْسَه، وليس أحدٌ أغْيَرَ من الله، من أجل ذلك حَرمَ الفواحشَ، وليس أحَدٌ أحبَّ إليه العُذْرُ من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل] (١).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح عن حذيفة مرفوعًا: [تعرضُ الفِتنُ على القلوب عرضَ الحصير عُودًا عُودًا، فأيُّ قلب أُشربَها نُكِتَت فيه نكتةٌ سوداءُ، وأيُّ قلب أنكرَها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا، لا تضُرُّه فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسودَ مُرْبَدًا


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٧٦٠) ح (٣٥) - كتاب التوبة - باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش، من حديث عبد الله بن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>