للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدواؤه التعليم .. وأما الحالة الخاصة -التي كان عليها-: فعلاجها التأخير حتى يفرغ من بوله، ولو كان في المسجد، ولو كان كاشف العورة، لأن مفسدة قطعه من بوله أعظم من مفسدة ما يفعل. فضلاً عن أنه لن يستوعب ما سيقال له.

لذلك بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعالجة حاله، ونهى الصحابة أن يتعرضوا له، بل منعهم من أن يقطعوا عليه بوله، فقال: ((لا تُزرِمُوه)).

ثم ما إن انتهت حاله هذه، إلا وبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمعالجة حاله الأصلية، وهي الجهل، فبدأ يُعلِّمُهُ بكل رِفق، وبكل سهولة، حتى قال الأعرابي قولته المشهورة، التي أضحكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحداً)) (١).

فانظر -يارعاك الله- إلى أثر مراعاة أحوال المدعويين، في محبة الداعي، وقبول دعوته.

وتكلم معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه في الصلاة، وكان لا يعلم أن الكلام قد حُرِّم فيها، فما إن انتهت الصلاة حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)). (٢)


(١) تقدم ص (١٣٥).
(٢) رواه مسلم (٥٣٧).

<<  <   >  >>