للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن أبي عيينة اسمه أبو عيينة (١)، وكنيتُه أبو المنهال. ونُسب إلى جده، فهو أبو عيينة بن محمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي، البصري (٢). كان شاعرًا مطبوعًا من شعراء دولة الأمين، ومدح طاهرَ بن الحسين في خلافة المأمون. قال ابن الأثير في "الكامل" إنه أنشد طاهر بن الحسين:

مَا سَاءَ ظَنِّي إِلَّا بِوَاحِدَةٍ ... فِي الصَّدْرِ مَحْصُورَةٍ عَنِ الكَلِمِ

يُعرِّض بقتل طاهر محمدًا بن يزيد المهلبي، فتبسم طاهر وقال: "أما والله ساءني من ذلك ما ساءك، وآلمني ما آلمك" إلخ (٣). ترجمه في الأغاني، وقال: "كان [أبو عيينة ابن محمد] بن أبي عيينة يهوى فاطمةَ بنت عمر بن حفص الملقب هزَارَ مَرْدَ" من قواد الدولة العباسية (٤). وعن المبرد أنه قال: "لم يجتمع لأحدٍ من المحدَثين في بيتٍ واحد هجاءُ رجلٍ ومديح أبيه، كما اجتمع لابن أبي عيينة في قوله يهجو خالدًا عمَّه:

أَبُوكَ لنَا غَيْثٌ نَعِيشُ بكنفِهِ ... وَأَنْتَ جَرَادٌ لَيْسَ يُبْقِى وَلَا يَذَرُ" (٥)


= بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول، ثم أمر برفع رتبته، وأمر له بمئة ألف". الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج ١٠، ص ٢٨٠. وقد بحثت فيما بين يدي من كتب التراجم والسير والتاريخ، فلم أعثر له على ترجمة.
(١) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٢٤٩ طبع دار المعارف بمصر. - المصنف.
(٢) الأغاني، ج ١٨، ص ٨ طبع بولاق. - المصنف. انظر تفاصيل أخباره وكثيرًا من شعره في: الأغاني، ج ٧/ ٢٠، ص ٢٧٣ - ٣٤٨ (نشرة الحسين).
(٣) الكامل لابن الأثير ج ٦ ص ٩٥. - المصنف. الكامل في التاريخ، ج ٥، ص ٣٨٨.
(٤) وأضاف الأصفهاني أن المرأة المذكورة "كانت امرأة نبيلة شريفة، وكان (ابن أبي عيينة) يخاف أهلها أن يذكرها تصريحًا، ويرهب زوجها عيسى بن سليمان، فكان يقول الشعر" فيها "ويلقبها دنيا كتمانًا لأمرها". الأغاني، ج ٧/ ٢٠، ص ٢٧٥ - ٢٧٦ (نشرة الحسين). وانظر إحدى قصائده فيها في المصدر نفسه، ص ٢٨٢ - ٢٨٣.
(٥) الأصفهاني: الأغاني، ج ٧/ ٢٠، ص ٢٩٧ - ٢٩٨ (نشرة الحسين)، وفيه: "بوَبْله" عوض "بكنفه"، وهذا الذي أثبته المصنف يبدو أنه تحريف. والبيت من قصيدة هي "من مشهور شعره"، كما قال أبو الفرج. الدينوري: الشعر والشعراء، ص ٥٣٣ (وفيه: لَسْتَ تُبْقِي وَلَا تَذَرُ).

<<  <  ج: ص:  >  >>