الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

بعضهم: (إنهم) بالكسر (١)، لأن حق هذا أن يتم الكلام قبله، وإذا كان كذلك فلا بد من تقدير محذوف، إما مبتدأ، أو خبر مبتدإٍ، فاعرفه فإنه موضع مشكل، ولا يعرفه إلا الفارسيُّ وفرسانه (٢)، والجمهور على فتحها على أنها مصدرية على ما أُوضح آنفًا.

وقرئ: (وحرام) بفتح الحاء وألف بعد الراء (٣).

و(حِرْم) بكسر الحاء من غير الألف (٤)، وهما لغتان بمعنىً، كالحلال والحل.

(وحَرِمَ) بفتح الحاء والميم وكسر الراء (٥)، وهو فعل ماض، ومعناه وجب. أبو زيد والكسائي: حَرِمَ الرجل يَحْرَمُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر حَرَمًا (٦)، فهو حَرِمٌ وَحَارِمٌ، أي: قُمِرَ ماله، وأحرمته أنا، أي: قمرته (٧)، وأنشد لزهير:

٤٤٧ - وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلةٍ ... يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ (٨)

(١) كذا أيضًا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٢٠. والبحر ٦/ ٣٣٨. والدر المصون ٧/ ٢٠١ دون نسبة.
(٢) انظر حجة الفارسي ٥/ ٢٦١.
(٣) قرأها أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٤) قرأها حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر. وانظر هاتين القراءتين المتواترتين في السبعة / ٤٣١/. والحجة ٥/ ٢٦١. والمبسوط / ٣٠٣/.
(٥) بهذا الضبط عُزيت لابن عباس - رضي الله عنهما -، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وآخرين. انظر إعراب النحاس ٢/ ٣٨٢. والمحتسب ٢/ ٦٥. ومختصر الشواذ / ٩٣/. وزاد المسير ٥/ ٣٨٧. والقرطبي ١١/ ٣٤٠.
(٦) انظر هذا النقل عن أبي زيد والكسائي في الصحاح (حرم).
(٧) أي غلبته، من القمار. وانظر العبارة في المحتسب والصحاح الموضعين السابقين.
(٨) انظر بيت زهير هذا في الكتاب ٣/ ٦٦. والمعاني الكبير ١/ ٥٤٠. والكامل ١/ ١٧٤. والمقتضب ٢/ ٧٠. وجمهرة اللغة ١/ ١٠٨. وأمالي القاضي ١/ ١٩٣. والمحتسب ٢/ ٦٥. والمقاييس ٢/ ٥٦. والصحاح (حرم). وتهذيب الإصلاح / ٤١٢/. والمفصل / ٣٨٣/. والإنصاف ٢/ ٦٢٥.