للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عالم بالذات لا بالعلم، قادر بالذات لا بالقدرة، حي بالذات لا بالحياة. فقد جوزوا صدق المشتق الذي هو العالِم بدون صدق المشتق منه (الذي هو العلم.

واستدل في الكتاب على امتناع إطلاق المشتق بدون المشتق منه) (١): بأنه لو صح المشتق بدون صدق أصله للزم وجود الكل بدون الجزء؛ لأن الأصل الذي هو المشتق منه جزء للمشتق؛ لأن المشتق يدل على الأصل وعلى ذاتٍ متصفة به كالعالِم مثلًا فإنَّ مدلولَهُ ذاتٌ متصفة بالعلم (٢)، فالعلم الذي هو أصل العالِم جزء من مجموع معناه، فلو صح العالِم بدون العلم للزم ما ذكرناه (٣). ولا يُنْقض هذا بصحة إطلاق اسم الكل على الجزء؛ لأن ذلك من باب المجاز، والكلام في صحة الإطلاق الحقيقي (٤).


= فهو محمد بن عبد الوهاب البصريّ، شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف. ولد سنة ٢٣٥ هـ. كان على بدعته متوسِّعًا في العلم، سَيَّال الذهن، وهو الذي ذلّل الكلام وسَهَّله، ويسَّر ما صعب منه. من مصنفاته: الأصول، النهي عن المنكر، الأسماء والصفات، وغيرها. تُوفي رحمه الله سنة ٣٠٣ هـ. انظر: وفيات ٤/ ٢٦٧، سير ١٤/ ١٨٣.
(١) سقطت من (ت).
(٢) سقطت من (ت).
(٣) وهو وجود الكل بدون وجود الجزء، وهو مستحيل.
(٤) انظر المسألة في: المحصول ١/ ق ١/ ٣٢٧، التحصيل ١/ ٢٠٤، الحاصل ١/ ٣١٠، نهاية السول ١/ ٧٢، السراج الوهاج ١/ ٢٨٢، البحر المحيط ٢/ ٣٣٥، فواتح الرحموت ١/ ١٩٢، شرح الكوكب ١/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>